يمثّل موضوع محاربة الفساد أهم مطلب لدى الجزائريين نظرا لإنعكاسه المباشر على حياتهم على مدار 50 عام عمر الدولة الجزائرية…حيث يمثّل الفساد الذي انتشر بشكل غير مسبوق في جميع مفاصل الدولة الجزائرية إحدى أكبر المعضلات التي ابتلعت موارد الدولة وأصبحت عائقا في طريق التنمية والاستقرار فالجزائر من بين أكثر دول العالم فسادا وفق مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى 20 السنة الماضية.
ولذلك خرج الشعب الجزائري في مظاهرات داعيين فيها لرحيل العصابة التي تحكم البلاد من جنرالات وسياسيين مما دفع الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي زعيم العصابة أن يلتف على مطالب الشعب ويعلن عن حملة وهمية واسعة للإصلاح ومقاومة الفساد… غير أنّ الأمر كان أكثر تعقيدا من مجرّد توفّر إرادة شعب أو مجموعة في قيادة الدولة إذ أنّ الفساد في البلد أصبح أشبه ما يكون بمؤسسة على رأسها قادة كبار عسكريون و سياسيون وهم كلهم تحت إمرت قايد صالح وهو ما جعله يعجز عن الذهاب بعيدا بحملته الوهمية ضدّ الفساد ويكتفي بإجراءات وصفت بالشكلية بعيدا عمّن يوصفون بـ”الحيتان الكبيرة” على سبيل المثال “يسعد ربراب” في خلاف تام لتصريحاته الأولى في عز المظاهرات عندما قال “لن أتردد أمام فتح أي ملف فساد سواء كان المتهم هذا الشخص أو ذاك وأن والفاسدون يعرفون جيدا جدية العمل الذي أقوم به وخطورته عليهم !!! مشيرا إلى أنّ عدم توزيع الثروة بشكل عادل هو فساد ولا يجوز أن يستأثر القلة بالثروة على حساب عامة الشعب !!!”….كل هذه الخطابات تبخرت بعد استقطاب ألاف العبيد من الشعب ليركعوا تحت أقدامه ويضعونه في مصاف الأنبياء والرسل حيث جعلوا قايد صالح منزه من كل عيب هنا بالضبط عندما تأكد أن أعداد العبيد في تزايد صرح قايد صالح في لقاءه الأخير بالقول {يتعين على الشعب الجزائري فهم وإدراك كافة جوانب وحيثيات الأزمة خلال الفترة المقبلة لا سيما في شقها الاقتصادي والاجتماعي التي ستتأزم أكثر إذا ما استمرت هذه المواقف “المتعنتة” والمطالب “التعجيزية” مما سينعكس سلبا على مناصب العمل والقدرة الشرائية للمواطن خاصة في ظل وضع إقليمي ودولي متوتر وغير مستقر}..للأشخاص الذين لم يفهموا كلام قايد صالح هو يقول لكم كيف تطلبون منه محاربة الفساد وهو الفساد بعينه وما معنى قولكم “يتنحاو ڤاع العصابة” وهو زعيم العصابة لذلك هو يحذركم فلصبره حدود إما أن تطيعوه وتعبدوه كفرعون أو سيريكم وجهه الأخر.