تظاهر سلميا بعض الآلاف من العمال من مختلف القطاعات وطلبة يوم أمس الأربعاء بعديد ولايات الوطن مطالبين ب “التغيير الجذري للنظام” و “الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي”.
و بشرق البلاد خرج المئات من عمال عديد القطاعات و الطلبة في مسيرات حملت الطابع السلمي، رافعين مطالب سياسية تتعلق خصوصا بتسيير المرحلة الانتقالية.
ونظم بولاية قالمة أساتذة من مختلف الأطوار التعليمية و تلاميذ و طلبة جامعيون و عمال من عدة قطاعات إدارية، مسيرة كانت انطلاقتها من شارع سويداني مرددين شعارات رافضة لتولي السيد عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة إلى غاية انتخاب رئيس جمهورية جديد.
وبولاية قسنطينة خرج أساتذة و طلبة جامعيون و تلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية في مسيرات تم خلالها رفع لافتات تدعو على وجه الخصوص إلى “احترام إرادة الشعب” و “رحيل حكومة نور الدين بدوي” و كذا “رحيل عبد القادر بن صالح” علاوة على تفعيل المادتين 7 و 8 من الدستور اللتين تنصان على أن “الشعب مصدر كل سلطة و السيادة الوطنية ملك للشعب وحده و السلطة التأسيسية ملك للشعب”.
وتكررت نفس المشاهد تقريبا بولايات سكيكدة و سطيف و باتنة و أم البواقي حيث طالب عدد من الطلبة الجامعيين برحيل من أسموهم ب”رموز النظام” و “حماية أهداف الحراك الشعبي”.
كما تظاهر الآلاف من المواطنين من عمال و طلبة و تلاميذ المدارس في مسيرات إحتجاجية جابت الشوارع الرئيسية للعديد من مدن وسط البلاد.
ونظمت هذه المسيرات على مستوى الحرم الجامعي بولايات البليدة و الجلفة والمدية و بجاية ليجوب بعدها الطلبة الشوارع الرئيسية للمدن هاتفين شعارات سياسية مطالبة بالتغيير الجذري و رافضة لتولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة قبل أن ينصرفوا بعد ذلك في هدوء تام.
كما تجمع طلبة بومرداس بوسط المدينة أمام مبني مجلس قضاء حيث رددوا شعارات مختلفة إجتماعية و سياسية تنادي ب “رحيل كل رموز السلطة” و هو نفس المشهد الذي تكرر بالبويرة التي خرج بها العشرات من المواطنين و الموظفين على مستوى مختلف القطاعات العمومية حاملين الرايات الوطنية.
أما بتيزي وزو فقد نظم موظفو المؤسسة الوطنية لصناعة الأدوات الكهرومنزلية و مديرية التعمير والهندسة المعمارية و عمال ورشة الملعب الجديد (50.000 مقعد) وكذا أمناء الضبط مسيرات سليمة فيما لوحظ عدم الاستجابة للإضراب بالعديد من المؤسسات والهيئات الإدارية على غرار المؤسسة المرفئية لبجاية و التأمينات والبنوك ومصالح البلديات و مراكز البريد عن العمل بولايتي تيزي وزو وبجاية.
أما بغرب الوطن غرب الوطن خرج مئات من المواطنين بتيارت في مسيرة سلمية جابت أحياء المدينة للمطالبة بالتغيير الشامل وتنفيذ ارادة الشعب مع التعبير عن رفضهم تولي رئيس مجلس الأمة رئاسة الدولة الجزائرية مطالبين إياه بالاستقالة وتنفيذ إرادة الشعب، رافعين شعارات “الشعب هو من يقرر” و “نحن للحكومة رافضون” و “لا نتراجع حتى نحقق ما نريد”.
نفس المشهد تكرر بتيسمسيلت و البيض وعين تموشنت و النعامة و سعيدة اين وقف المتظاهرون مطولا أمام مقري حزبي التجمع الوطني الديموقراطي و جبهة التحرير الوطني مطالبين برحيل جميع البرلمانيين الذين صوتوا لصالح تعيين بن صالح رئيسا للدولة.
كما سجلت استجابة متفاوتة بعديد ولايات جنوب الوطن للإضراب العام الذي دعت إليه كونفدرالية النقابات الجزائرية من أجل تحقيق مطالب سياسية وأيضا دعما للحراك الشعبي السلمي.
واقتصرت هذه الحركة الإحتجاجية في معظم تلك الولايات على قطاع التربية على وجه الخصوص دون باقي القطاعات الأخرى التي عرفت سيرا عاديا في بعض الولايات واستجابة ضئيلة في أخرى.
ففي ولاية ورقلة قدرت مديرية التربية عدد المضربين ب 3.427 مضرب ما بين إداريين و تربويين ( 3.193 تربوي و 234 إداري) من بين ما مجموعه 8.989 من العاملين هذا اليوم في مختلف الأطوار التعليمية، بنسبة 12ر38 في المائة، حسب ذات المديرية.
ومن جهته أوضح الأمين الولائي لنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية عبد الوهاب بن جلول أن نسبة الإضراب بالقطاع بلغت “حوالي 90 في المائة” حيث شلت -حسبه- أغلب الثانويات و المتوسطات والمدارس الابتدائية عبر بلديات الولاية.
كما شهدت جامعة قاصدي مرباح بورقلة خروج مئات الطلبة و الأساتذة الجامعيين في مسيرة سلمية مطالبين بالتغيير الجذري للنظام، حيث رفع المحتجون في هذه المسيرة التي جرت من مقر مديرية الجامعة إلى غاية وسط المدينة عديد الشعارات التي تنادي بالتغيير الجذري.
وأوضحت نيابة الجامعة أن مئات الطلبة و الأساتذة استجابوا اليوم للإضراب العام و امتنعوا عن الدخول إلى مقاعد الدراسة.
وبولاية تندوف سجلت مديرية التربية نسبة استجابة بلغت 18،79 في المائة من الإداريين و التربويين (186 مضرب من بين عدد إجمالي يقدر ب 1.308 موظف ) حسب مسؤولي القطاع، فيما قدرت نقابات التربية بهذه الولاية نسبة الإستجابة بما يفوق 50 بالمائة.
كما سجل اضراب بمؤسسات تربوية بنسب متفاوتة ونسبة استجابة ضئيلة له ببعض القطاعات الأخرى بولاية الوادي.
وسجل بدوره قطاع التربية بولاية أدرار استجابة متباينة قدرت من طرف المديرية الولائية ب 18 بالمائة في جميع الأطوار و ما بين 58 و 62 بالمائة من طرف نقابات القطاع.
وسجل بولاية تمنراست إضراب بمؤسستين تربويتين اثنتين (متوسطة و ثانوية) بمقر الولاية، وفق ما ذكرت مصالح الولاية، فيما سجلت نسبة استجابة قدرت بـ 36 في المائة بقطاع التربية بولاية غرداية، حسب مديرية القطاع.