في هذه الأيام بالجزائر الكل أصبح يغني على ليلاه الجميع يريدون خطف الأضواء الكل يتهم الكل بالفساد ما عاد طبعا القديس القايد صالح حتى المحللين لم يفهموا الوضع هل تحولت المظاهرات إلى حفل جماعي لتشييت للقايد صالح هل من أجل هذا خرجنا للتظاهر … لكن هناك بعض الأمور التي نراها مُختلطة وغير مترابطة لكن هي في الأصل مُنظمة وتسير حسب نَسَق مُحدد بعكس ما تبدو عليه.
جنرالات فرنسا ومن حولهم يتحكمون الآن في وتيرة الفوضى المنظمة وطريقة عملها عبر السيطرة على الوضع متى شاءوا أو يتركوا حبل الفوضى لتلقين الشعب دروسا في فن المنع والمنح ودفعهم دفعا للاستسلام إلى شروط وطلباتهم… ففي حالات الفوضى العامة لا تستطيع أي من القوى الحاكمة في الجزائر أن تكون لها كلمة حاسمة والكلمة عادة ما تكون توافقية بين القوى الأجنبية المتصارعة وهذا قليل ونادر أما في حالات الفوضى المنظمة فالكلمة للجنرالات أما بقية قوى المجتمع فهي أشبه بالرهينة المختطفة التي عليها أن تتجاوب مع مطالب خاطفيها وإلا فسوف ينزل بها ما لا يحمد عقباه لذلك البعض في الجزائر يريد استمرار نموذج الفوضى المنظمة التي يديرها القايد صالح ونظامه بامتياز ونسى هؤلاء أن تعليمات وأوامر النخبة الحاكمة قد تتبخر مع هتافات المتظاهرين… هنا النخبة نفسها ستخلق فوضى الشارع العام وفوضى التظاهر وقطع الطريق وفوضى الجريمة وفوضى اختطاف السيارات والمواطنين… خطورة الفوضى المنظمة أنها ستؤثر على حياة المواطن العادي وفي الاستثمار الأجنبي المرهون باستتباب الأمن وستصبح حياة المواطن عرضة للخطر طالما ظل ملف الأمن قاصرا أو عاجزا ولا حديث حينئذ عن تنمية أو تطوير أو استثمارات وأخطر ما في الفوضى المنظمة أنها تعطيك إيحاءً كاذبًا بالأمن والاستقرار بينما الحقيقة أن الوضع الأمني ليس كذلك فلا نحن في فوضى مطلقة فنأخذ حذرنا وحيطتنا ولا نحن في استقرار وأمان فنمضى قدما في عملية البناء والتنمية.