سبحان الله بين ليلة وضحاها أصبح الجميع يحاربون الفساد وأصبح القايد صالح زعيم الشرفاء وأصبح مصطفى البوشاشي محامي الشعب وأصبح يسعد ربراب ناصر الفقراء… نعم سبحان الله يفسدون في الأرض بالعمل والقول ويفسدون وينظرون للفساد ويزعمون أنهم مصلحون يتحدثون عن ربط المسؤولية بالمحاسبة وهم من أكبر ناهبي المال العام والسطو عليه ويتحدثون عن النزاهة وهم غارقون في التزوير والتحيز وفبركة التهم لشرفاء وينزلون أفراد أسرهم والمقربين منهم بالمظلات والتزكيات فوق كراسي المناصب المهمة ويتحدثون عن التنافس الشريف وهم يجيشون الأموال ويفرضون الإتاوات على المفزوعين من نفوذهم المزعوم وقربهم من دوائر القرار كي ينفقوها في شراء الشقق الفاخرة في فرنسا واسبانيا.
على مر 50 سنة لم نر من هؤلاء المسؤولين والأحزاب ما يفيد أنهم مستعدين أو لهم القدرة أو الرغبة في الإسهام في تعزيز مسار التحول الديمقراطي عبر ترسيخ ممارسة ديمقراطية وثقافة ديمقراطية فشهدنا عودة بعضهم اليوم إلى ثقافة التحكم والابتزاز وبعضهم الآخر لمحاولات إفساد جو المظاهرات وتحويلها إلى طقوس فرض الولاء والطاعة للجنرالات من خلال استخدام الأموال لإستقطاب المتظاهرين… يا أيها الشعب الجزائري اليوم المعركة ليست معركة من سيكون رئيس الجزائر ومعركة من سيتصدر المشهد الأخير ومن سيخرج رابحا ومن سيخرج خاسرا !! هذه المسألة على أهميتها تبقى في المرتبة الثانية إذا قارناها بقضية أكبر وهي: هل ستربح الجزائر رهان التحول الديمقراطي أم ستخسره؟ هل سيتحمل الجميع مسؤوليته في تنزيل مشروع ديمقراطي في خطواته وصورته الأولى أم أن عقليات المتظاهرين وعدم نضجهم وضعف مسؤوليتهم ستعطي مبررات جديدة لاستمرار تحكم الجنرالات وصنع رؤساء البلاد في مشهد يتكرر مند الاستقلال.