غالباً ما يشكّل الصراع بين رئيس الدولة والقيادات العسكرية العليا (الجنرالات) أحد أخطر أنواع الصراعات السياسية وأكثرها حساسيةً في الجزائر خاصة أن المؤسسة العسكرية تمتلك نفوذاً واسعاً وتاريخياً في الحياة العامة هذا الصراع سواء كان خفياً أو معلناً يعكس تحدياً جوهرياً للسلطة المدنية ويضع استقرار النظام السياسي والاقتصادي على المحك ويجر الجزائر الى حرب أهلية جديدة.
مؤخرا انتشرت الأخبار أن هناك العديد من الاجتماعات في نادي الصنوبر (club des pins) وفي شقة فخمة في بن عكنون تعج بالغموض وهمسات خافتة تتسلل من أروقة السلطة تتحدث عن صحة الرئيس تبون التي تتدهور بسرعة وعن تزايد تدخل زوجته وابنائه ورجال اعمال مقربين منه وجنرالات تابعين للمغتال القايد صالح في شؤون الدولة ما أثار قلقاً متزايداً في أوساط النخبة حيث بدأت القصة بعد هزيمة قضية الصحراء الغربية في مجلس الأمن ليصاب الرئيس تبون بوعكة صحية مفاجئة حيث كانت التقارير السرية مقتضبة تتحدث عن “إرهاق بسيط” يستدعي الراحة لكن التسريبات من داخل الدائرة المقربة كشفت عن إصابة خطيرة أثرت على قدراته الذهنية والجسدية هنا بدأ القلق يتسرب إلى كبار قادة الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية الذين يتخوفون من فراغاً في السلطة سيملئ هذا الفراغ زوجة الرئيس وابنه “خالد” وهما شخصيتان لا تحظيان بشعبية كبيرة ويُشتبه في تورطهما بصفقات مشبوهة في تجارة المخدرات لهذا في الخفاء بدأ اثنان من أهم الشخصيات في الدولة وهما الجنرال شنقريحة قائد أركان الجيش وإله الجزائر الجنرال توفيق في إجراء لقاءات سرية انضم إليهما لاحقاً قائد القوات البرية الفريق مصطفى سماعلي وعدد قليل من الوزراء ذوي النفوذ أدرك الجميع أن الدولة تتجه نحو الهاوية بفعل ضعف الرئيس وتغلغل الدائرة المحيطة به واتفقوا على ضرورة عزل الرئيس ليس بانقلاب دموي بل بعملية هادئة ومنظمة تستند إلى “العجز الصحي” للرئيس تبدأ بتشكيل “خلية الأزمة” وتجهيز تقارير طبية سرية وموثوقة تؤكد عدم أهلية الرئيس صحياً لإدارة البلاد ثم إعداد بيان مفصل يشرح الأسباب الدستورية والقانونية لعملية العزل مع التأكيد على الحفاظ على استقرار الدولة وتقديم “خارطة طريق” للمستقبل …. هنا اختلاف على “ساعة الصفر” لتحرك وحدات من القوات الخاصة تابعة لقائد الحرس الجمهوري اللواء طاهر عياد لتطُويق القصر الرئاسي بالكامل وقطع جميع خطوط الاتصالات عن القصر باستثناء خط مباشر إلى قائد العملية ثم تقتحم فرقة خاصة جناح الرئيس لاعتقاله ونقله إلى مكان آمن خارج العاصمة تحت حراسة مشددة دون أن يتعرض لأي عنف جسدي في الوقت ذاته تلقي قوات الأمن القبض على زوجته وابنه “خالد” وعدد من المقربين بتهم الفساد واستغلال النفوذ عند شروق شمس اليوم التالي تنقطع البرامج العادية في التلفزيون الرسمي ويبُث “بيان العزل” بصوت الجنرال شنقريحة والذي يقول فيه أن الرئيس “تبون” قد أُعفي من مهامه بسبب “العجز الصحي” عن إدارة شؤون الدولة وأن مجلس عسكري انتقالي سيتولى السلطة مؤقتاً لتسيير أمور البلاد والإعداد لانتخابات رئاسية جديدة خلال ستة أشهر… الجنود ينتشرون في النقاط الرئيسية الشعب المغيب الجبان سيهتف باسم الجنرال شنقريحة كما كان يهتف باسم بوتفليقة والجنرال القايد صالح وتبون وقبلهم كلهم باسم فرنسا هذا حال العبيد دائما يعبدون الأقوى.






















