الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية بشكل أساسي بإفراز الهرمونات T3 وT4 وTSH، التي تلعب دوراً في تنظيم العديد من العمليات الحيوية وأهمها الأيض أي عملية التمثيل الغذائي والتحكم بعملية حرق السعرات الحرارية.. كما وتساعد هذه الهرمونات في ضبط حرارة الجسم، وفي الحفاظ على صحة القلب.
لذلك فإن أي خلل في عمل الغدة الدرقية يؤدي إلى اختلال في كمية الهرمونات، فنقصانها أي قصور الغدة الدرقية، وزيادتها أو فرط نشاط الغدة الدرقية، من شأنهما أن يؤثرا بشكل مباشر على كفاءة الأداء بالنسبة إلى العديد من أعضاء الجسم البشري. وفي حالة الحمل، يمكن أن تكون للخلل في عمل الغدة الدرقية تأثيرات مباشرة على صحة المرأة والجنين، لذلك تُنصح المرأة التي تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية بعلاجها قبل البدء بالتخطيط للحمل.
فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل
أسبابه من الممكن أن تكون مرتبطة بتضخم الغدة متعدد العقد السمية Toxic multinodular goiter، العقدة الوحيدة السمية Toxic thyroid nodule، والتهاب الدرقية تحت الحاد Subacute thyroiditis، بالإضافة إلى داء غرييف Grave’s disease، وهو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية الذي يتسبب بما نسبته 85% من حالات نشاط الغدة الدرقية عند النساء الحوامل.
الأعراض والمضاعفات
فرط نشاط الغدة الدرقية عند الحامل يجعلها تعاني العديد من الأعراض، نذكر منها التعرّق الشديد والشعور بالحر بشكل كبير، التعب وزيادة معدل ضربات القلب والشعور بالرجفة. كما يسبب داء غرييف تضخماً في الغدة الدرقية إضافة إلى المشاكل في العينين.
ويؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسارع نبضات القلب عند الأم والجنين في الوقت عينه، ويمكن أن تمتد هذه المشكلة عند الجنين إلى ما بعد الولادة، كما أن هذه المشكلة من الممكن أن تؤدي إلى الإجهاض المتكرر أو إلى الولادة المبكرة ونقص في وزن المولود.
قصور الغدة الدرقية خلال الحمل
أن قصور الغدة الدرقية هو عدم قدرتها على إفراز هرمون Thyroxin بشكل كافٍ، وذلك يُعتبَر خطيراً على الأم وعلى الجنين، لأن الجنين في فترة الحمل لا يمكنه إفراز هذا الهرمون بنفسه فيستمده من أمه، مما يجعل الكمية التي تحتاجها الأم من هذا الهرمون في هذه الفترة أكبر من المعتاد، والقصور في معدل هذا الهرمون من شأنه أن يؤدي إلى الإجهاض المبكر، تأخر النمو عند الجنين، فقر الدم الحاد، إنفصال المشيمة المبكر، الولادة المبكرة والنقص في وزن الجنين، الخلل في تطوّر الجهاز العصبي لدى الطفل المولود، وصعوبات في التطوّر بعد الولادة وغير ذلك من الأعراض الخطيرة.
العلاجات
يكون العلاج عادة بواسطة الأدوية المنظِّمة لمعدل هرمونات الغدة الدرقية والآمنة بالنسبة إليها ولجنينها أثناء الحمل. كما ومن الممكن أن يكون الحل بالتدخل الجراحي في الثلث الثاني من الحمل، وذلك في الغالب لا يسبب الأذى للأم والجنين.