قام عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر مساء أمس الأحد بزيارة لمعارض فنية حول التراث الجزائري المادي و اللامادي بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة وذلك بمناسبة شهر التراث العالمي
وبدأ الدبلوماسيون الأجانب هذه الزيارة التي حضرتها وزيرة الثقافة مريم مرداسي بمعرض يحمل عنوان” رحلة فوتوغرافية لمارسيل فانس في أراضي الجزائر القديمة” , الذي يستعرض أكثر 40 صورة فوتوغرافية التقطها المصور الهولندي مارسيل فانس المتخصص في الأثار الرومانية بعدسته خلال العام 2018 لحوالي 63 موقعا أثريا , لاسيما بالمدن الوسطى و الشرقية على غرار تيبازة و سطيف (جميلة) و باتنة (تيمقاد), وهذا بدعوة من الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية التابع لوزارة الثقافة
وكان الضيوف على موعد مع معرض فني ثان بعنوان” الموروث الثقافي اللامادي لافريقيا” , يقدم للزوار صورة عن التراث الافريقي اللامادي المسجل ضمن قامة اليونسكو للتراث العالمي على غرار الزفاف التلمساني “الشدة” و صناعة الفخار بمدينة سجنان بتونس وموسيقى” البيغوالا” في أوغندا بالاضافة الى “ملحمة السيرة الهلالية “بمصر ورقصة “ايزوكوتي” بغينيا
ويهدف هذا المعرض الذي ينظمه المركز الاقليمي بالجزائر لصون التراث الثقافي اللامادي في افريقيا برعاية من اليونيسكو الى غاية السادس من شهر يونيو المقبل ,التعريف بالتراث اللامادي ل27 دولة افريقية مصنف ضمن التراث العالمي لليونيسكو , ويشمل مختلف عناصر الهوية الثقافية الافريقية من طقوس شعبية متوارثة وموسيقى ورقص وحكي و عادت وتقاليد وغيرها
كما برمج المنظمون زيارة الى معرض ثالث مخصص ل”الصناعات التقليدية و الأداوت التزيينية ” يستمر الى غاية مطلع يونيو , يقترح على الزوار أعمال فنية لأكثر من 30 حرفي وحرفية من مختلف فنون الخزف و الرسم على الزجاج وتقطير ماء الورد و صناعة الحلويات و الطرز التقليدي و غيرها , ولاسيما من مدن الوسط الجزائري كالعاصمة و البليدة
وفي كلمة له بهذه المناسبة, قال وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم ان الجزائر” دولة حرة تتطلع للسلام مع جيرانها ومع الجميع” مؤكدا على ان “مستقبل الجزائر هو في الاهتمام بالشباب و الثقافة و التربية و العنصر النسوي وهي الصوة الوجيهة التي نريدها للجزائر”
وتهدف هذه الزيارة التي أشرفت على تنظيمها وزارة الثقافة بالشراكة مع وزارة السياحة تمكين هؤلاء الدبلوماسيين الأجانب من التعرف و الاطلاع على التراث المادي للجزائر وخصوصا الاكتشافات الاثرية الأخيرة بموقع عين لحنش بسطيف وعناصر من التراث اللامادي للجزائر وبلدان افريقية أخرى مصنفة ضمن التراث العالمي لليونيسكو
للاشارة, يحتفل العالم بشهر التراث هذا العام من 18 أبريل الى 18 ماي تحت شعار” تأمين التراث الثقافي” حيث يهدف الى تثمين التراث الثقافي الوطني من جهة وتحسيس الهيئات والمؤسسات وكذا المواطنين ومنظمات المجتمع المدني بضرورة حمايته وترقيته من جهة أخرى