عادت المظاهرات بالجزائر إلى الواجهة مجدداً ولكن هذه المرة بصيغة مثيرة للجدل حول بداية أفولها والنقاش الدائر حول انتهاء فترة صلاحياتها من عدمه ومطالبة البعض بمنعها بحجة تحولها إلى عبئ ثقيل على البلاد ومساحة تختزل الصراع أكثر من الفعل الثوري فيما يرى البعض الآخر أن استمرارها سيكون رسالة للعسكر وضمانة لتحقيق بقية أهداف المظاهرات وقوة حفظ لسلام البلاد التي ما تزال تضمد جراح العشرية السوداء.
أثارت دعوة وتلميحات القايد صالح بوقف التظاهر جدلاً واسعاً في الأوساط الثورية والشعبية واعتبر شباب المظاهرات هذه التلميحات بـأنها تفكير يختزل ذهنية “الجنرال” الذي لا يزال يعتقد انه هو من يصنع القرار في البلد متجاهلاً أن مسرحية الاعتقالات الأخيرة حصنته من طوفان المظاهرات والتي كانت ستزج به بجانب الرئيس الدمية بن صالح والذي لم يصل به الأمر إلى ما وصل إليه الجنرال من شراء الناس ونشر بطولاته الزائفة وانه المنقذ المخلص وتحول الجنرال فجأة إلى حريص على مصالح المواطنين حيث اعتبرت التلميحات التي وجهها أن بقاء المظاهرات لم يعد لها أي مبرر بل يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية للمواطنين وتضر بمصالحهم وتعرقل حركة السير بالأحياء والشوارع المحيطة.. إلا أنك يا قايد صالح لا تعرف أن أمر وقف المظاهرات يرجع إلى شباب الذين واجهوا ويواجهون العناء والتعب وليس لأحد أمراً عليهم وهم من يقررون بقاء المظاهرات أو توقيفها وليس قايد صالح أو الإمارات أو أي جهة أخرى.