قام موقع “ديلي بيست” بنشر رسالة لأحد سكان مدينة منبج في شمال سوريا، يصف فيها الأوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة في الوقت الحالي.
وقال التقرير :” منبج وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة قبل ثلاث سنوات، فأكره الناس على الصلاة في المسجد، وأمر النساء بلبس ملابس كاملة، وقطع رؤوس معارضيه في الأماكن العامة، لكن إن حضرت دوراتهم الدينية واتفقت مع قوانينهم كان بإمكانك الحصول على وظيفة، تكسب منها ما يكفي لإعالة عائلتك”، مضيفا :” هذا الوضع انقلب رأسا على عقب في آب/ اغسطس الماضي، عندما قامت القوة الكردية، بمساعدة الطيران الأمريكي، بهزيمة تنظيم الدولة في منبج، وكان هناك عرب بين القوات، التي تسمي نفسها قوات سوريا الديمقراطية، لكن أكرادا ليسوا سوريين أصبحوا هم سادتنا الجدد”.
وتابعت الصحيفة :” أصبح الأكراد المحليون، الذين يشكلون 10% من الـ100 ألف نسمة، هم الطبقة المتميزة، وهم يسيطرون الآن على التجارة المحلية، ويعاملون معاملة خاصة من الشرطة، أما التدين فانقلب 180 درجة، فالتقاليد مثل احتشام المرأة أصبحت ممنوعة ءليس بقرار ولكن بالتطبيقء وأي شخص يعارض ذلك يمكن أن يعتقل ويعذب، وأعرف ذلك من تجربتي الشخصية”، مضيفة :” منذ شهر أغسطس، أصبحت المواقع الرئيسة في قوات سوريا الديمقراطية، وفي إدارة منبج، في أيدي أكراد من خارج سوريا (من حزب العمال الكردستاني)، الذين نسميهم القنديليين؛ نسبة إلى جبل قنديل في العراق، حيث يتدرب مقاتلو الحزب، تعرفهم من السيارات التي يستخدمونها، والتي تغطيها صور مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي يقبع الآن في سجن تركي، ولا يستخدمون أسماءهم الحقيقية، ويعملون من خلف الكواليس”.
وذكر كاتب التقرير:” أريد أن أؤكد هنا أننا كنا سعداء بالتخلص من تنظيم الدولة، لكن النظام الجديد أصبح أكثر ظلما، لدرجة أن بعض العرب تحدثوا علنا عن (الأيام الجميلة الماضية تحت حكم تنظيم الدولة)، فقد رأوا الأسياد الأكراد الجدد يمزقون نسيج المجتمع، ويفسدون علاقات جيدة دامت لقرون بين العرب والأكراد والتركمان، وأريد أن أقول أن كابوسا متواصلا منذ ثمانية أشهر، ولم تنته بعد، ففي شهر فبراير، عندما هددت تركيا بالسيطرة على منبج عملت أمريكا على منع ذلك، واليوم توجد قوات أمريكية شمال منبج، وتزور البلدة بانتظام، وهناك قوات روسية غرب منبج بين القوات الكردية والتركية، وتزور البلدة بانتظام أيضا”.
وواصل التقرير :” قوات سوريا الديمقراطية تقول أنها ستسلم منبج للنظام السوري، وأعلنت سوريا سيطرتها على المدينة، وليس الأمر كذلك، فـ(حرس الحدود) السوري يتألف من العرب في قوات سوريا الديمقراطية، الذين يأخذون أوامرهم من القيادة الكردية في منبج، لكن النظام موجود منذ الصيف، فبعد وصول الأكراد تسلم النظام المدارس، ودفع رواتب المعلمين، واستخدم مخابرات حزب العمال الكردستاني لخدمة أهدافه السياسية”، مؤكدة :” ليس هناك علم سوري يرفرف على منبج، لكن هناك علم مجلس منبج العسكري، وهو واجهة لحزب العمال الكردستاني، لكن حزب البعث عاد أيضا، وأي شخص يأمل بأن يصبح مدير مدرسة عليه أن يكون عضوا في الحزب، ويحمل الطلاب بطاقات عليها صورة بشار الأسد، ويتم الاحتفال بيوم (الحركة التصحيحية)، وهو احتفال بذكرى الانقلاب الذي قام به حافظ الأسد عام 1970، الذي أتى به وبعائلته إلى سدة الحكم”.
وأكد الكاتب :” الأمن في يد المخابرات الكردية، لكن الكثير من أفعالهم تفيد النظام مباشرة، ولو أردت وصف منبج بجملة واحدة لقلت: مدينة الأحلام، حيث يحلم الأكراد بالسيطرة عليها، ويحلم الأسد بعودة سيطرة نظامه عليها، ويحلم الثوار السوريون، الذين كانوا فيها من يوليو 2012 وحتى يناير 2014، عندما دخلها تنظيم الدولة، بأن يحرروها مرة أخرى، وعراب هذه الأحلام كلها هو أمريكا التي تقرر أي الأحلام تتحقق”، مفيدا :” سكان المدينة من عرب وأكراد وتركمان يحلمون بمدينة خالية من تنظيم الدولة ومن حزب العمال الكردستاني ومن ديكتاتورية الأسد”.