قامت صحيفة فايننشال تايمز بنشر تقرير سلطت فيه الأضواء على الهجوم الكبير الذي تعرض له شيخ الأزهر أحمد الطيب من الإعلام المؤيد للجنرال المصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” رموز إعلام النظام شنوا قبل أيام من الهجوم المزدوج على الكنيستين، موجة من الهجمات غير العادية على الأزهر، الذي ظل مركز التعليم الإسلامي للمسلمين في كل مكان، ولقرون طويلة”، ناقلة عن عمرو أديب أحد أشهر الإعلاميين المصريين قوله :” لو لم تعد قادرا أو متعبا وأصبت بالملل، فاترك الوظيفة لشخص آخر، فموقفك السلبي يقتلنا”، داعيا الطيب.
وأفادت الصحيفة :” النقد الغاضب يعكس التوتر بين قادة مصر السياسيين والقادة الدينيين على ما يبدو، حيث يتهم الإعلام المؤيد للنظام قادة الأزهر بالفشل في مواجهة التطرف، إن لم يكونوا مشاركين في إشعاله وإثارته”، مضيفة :” الضغط زاد على الأزهر، خاصة في ظل زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر الشهر الماضي، وفي ظل الهجمات على الكنيستين في طنطا والاسكندرية، التي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنها، وقتلت عددا من المسيحيين و مقدمي البرامج التلفزيونية اتهموا الشيخ الطيب بتجاهل دعوات السيسي “لثورة دينية”؛ من أجل مواجهة التعصب والأيديولوجية الجهادية، مشيرا إلى أن السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع، قام بالإطاحة بمحمد مرسي عام 2013، ودعا بشكل واضح إلى تجديد الخطاب الديني، وقال إنه “سيشكوهم إلى الله””.
وشدد التقرير :” هذه التوترات تعكس التحديات المعقدة التي تواجه الرئيس، الذي يحاول التأثير في الفضاء الديني، ومحاربة الجهاديين، وملاحقة المعارضين الآخرين، حيث أن جماعة الإخوان المسلمين تعرضت للملاحقة الشديدة، عندما وصل السيسي إلى السلطة، ووضع عددا من عناصرها في السجون، لافتة إلى أن عددا من المعلقين يرون أن الهجوم على الأزهر هو جزء من توجهات النظام تشديد السيطرة، حيث مرر مجلس الشعب المصري قانونا يقيد المجتمع المدني، وصادق على قرار في فترة قريبة يعطي الرئيس الحق في تعيين قضاة المحاكم العليا”، مذكرة :” النائب محمد أبو حامد، الذي يعد واحدا من تحالف مؤيد للنظام، اقترح مشروع قرار يطالب فيه بالحد من استقلال الأزهر، ويعطي الرئيس الحق بإعفاء شيخ الأزهر من منصبه، مع أن منصبه محمي بموجب الدستور”.
ونقل التقرير عن أبو حامد تصريحا قال فيه :” “طلبت الدولة منهم (الشيوخ) تحسين الخطاب الديني، لكنهم تخلوا عن دورهم لعدم وجود إلزام، وهذا القانون يجعل هذا الأمر واجبا”، وقال رئيس مجلس الشعب إن مقترح أبو حامد لن تتم مناقشته، ويرى الأزهر أن الهجمات الشرسة على الشيوخ، هي محاولات سياسية للتدخل في المؤسسة الدينية، التي تدير جامعة وآلاف المدارس”، مؤكدا :” ‘الشيوخ وقفوا ضد الحكومة التي حاولت توحيد خطبة الجمعة وفرضها، حيث تقوم وزارة الأوقاف بتحضيرها، ورفض مجلس للعلماء، يقوده الشيخ الطيب، طلب السيسي حول الطلاق الشفوي، الذي دعا الرئيس لأن يكون أمام المحكمة وليس شفويا”.