منذ عقود كان حلم الجنرالات في بلادنا المغبونة يتمثل في السيطرة التامة بقبضة من حديد على الزوالي البائس وتوسيع نفوذهم الإقليمي وصولاً إلى المحيط الأطلسي عبر السيطرة على دول الجوار وخلق عداوة مع العالم اجمع من اجل ذلك وهذا الحلم الذي يبدو طموحًا في ظاهره يتجاهل واقعًا مريرًا يتمثل في الأزمات الداخلية التي تعاني منها البلاد وعلى رأسها قضية تحرير منطقة القبائل التي يطالب سكانها الامازيغ بالانفصال التام عن جزائرنا الحبيبة…
مند عقود خلت كانت عصابة الجنرالات تسعى إلى تعزيز قوتها الإقليمية وسرقة قطع من الدول المجاورة لنا لكن هذا الحلم اصطدم بجدار الواقع عندما بدأت الأصوات المطالبة بالاستقلال في منطقة القبائل تتعالى حيث إن الاستقلال القبائلي يمثل تحديًا حقيقيًا للحكام قصر المرادية الذين لطالما اعتبروا طمس الهوية الامازيغية في وطننا أمرًا مقدسًا ومع تصاعد المطالبات بالاستقلال أصبح حلم الوصول إلى المحيط الأطلسي يبدو بعيد المنال بل وأصبح غلق البحر الأبيض المتوسط أمامهم وشيك جدا وذلك نتيجة لفشل عجزة الجنرالات في معالجة القضايا الداخلية من فقر وجهل وامراض وجوع واوبئة بل إن غياب الاستقرار السياسي والاجتماعي في بلادنا تحت حكم العسكر نتيجة للسياسات القمعية التي تنتهجها حكومات العسكر يهدد بتفكيك البلاد من الداخل فبدلاً من التركيز على تحقيق طموحاتهم الإقليمية التوسعية يجب على عصابة الشر أن يواجهوا الواقع المرير الذي نعيشه في بلادنا وأن يسعوا إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع أطياف الوطن بما فيهم الامازيغ إذ إن الاستقلال القبائلي ليس مجرد حلم لشعب يسعى إلى الحرية بل هو إنذار للجنرالات بأن الاستمرار في تجاهل المطالب الشعبية الحقة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات ونشوب حرب أهلية وشيكة وفي ظل هذه الظروف يبدو أن حلم الجنرالات ببلوغ المحيط الأطلسي قد أصبح مجرد سراب بينما تتجه بلادنا نحو مستقبل غامض يتطلب إعادة تقييم شاملة للسياسات والنهج المتبع…























