بوتفليقة وعبر عشرون سنة من حكمه أشاع هو ومحيطه من جنرالات ورجال أعمال وسياسيين وأقاربه الفساد في الجزائر متخذين من عدم العودة للعشرية السوداء ذريعة لهم في ذلك لهذا ينبغي النظر إلى تضخم أرصدة محيط بوتفليقة من جنرالات ورجال أعمال وسياسيين وأقاربه بعين الرضا فتلك الأرصدة لن تكون شيئا يُذكر مقابل ما قدمه أصحابها من خدمات للجزائر فلولاهم لضاعت البلاد !!!.
في حقيقة القايد صالح قلق على مصيره الشخصي لا يهمه في شيء إن سقطت البلاد أو لم تسقط فما شهدته حقبته على رأس الجيش من صفقات مالية فاسدة تؤكد أن الرجل لا يفكر إلا في الدنيا أما الآخرة فقد تركها للفقراء فلقد أحل الرجل الولاء لطائفة(زواف القبائل) محل الولاء للوطن لكي تمكنه الحماية الطائفية من البقاء في السلطة والهروب بأمواله المسروقة وهي أموال يعرف أنها لن تبقى في حوزته إن فقد السلطة… واقعيا فإن الفساد هو الشيء الوحيد الذي انتجه هؤلاء امثال بوتفليقة والقايد صالح ومن حولهم عبر أكثر من عشرين سنة من حكمهم وهو ما يعني أن التصدي للفساد إنما يشكل من وجهة نظر القايد صالح وأتباعه في البلاد إجهاضا للمشروع الزوافي الذي خول لهم تضخيم حساباتهم المصرفية وامتلاك عقاراتهم التي اشتروها في أهم عواصم الغرب ووفر لهم الأسواق التي صاروا يتاجرون من خلالها ببضائع مزورة وهم الذين اعتادوا التزوير في كل شيء… فما يدعو القايد صالح إليه الآن من محاربة العصابة وهو زعيمها يمكن إعتباره واجهة وحطبا وموادا رخيصة يستعملها في حرق الأوراق وصنع الضجيج من اجل التستر على عمليات الفساد التي لا تزال ماكينتها الكبيرة تعمل وهو من يديرها… ما يجري اليوم في الجزائر من حراك سياسي متشنج يمكن قراءته في سياق تلك الرغبة التي صارت تلح على الجنرالات والكتل الحزبية المشاركة في الحكم من أجل إلقاء وزر الفساد كله على بوتفليقة هروبا من الاعتراف بتحمل المسؤولية والإلتفاف على مطالب الشعب.