شهدت ولاية سكيكدة أمس السبت إعلان إثنين من المنتمين للطائفة الأحمدية الشيعية توبتهما وعودتهما إلى الطريق الصحيح، عن طريق إقرارهما بالشهادتين، وسط تهليلات وتكبيرات المئات من المصلين، عقب صلاة العصر بمسجد “أسامة بن زيد” بقرية “الرفراف” ببلدية عين بوزيان.
و الشخصان المعنيين ينحدران من منطقة “الرفراف” التابعة لبلدية عين بوزيان، أحدهما فلاح يبلغ من العمر 34 سنة، والآخر طالب جامعي يبلغ من العمر 28 سنة، وقد أقرا خلال إعلان توبتهما بحضور مدير الشؤون الدينية والمجلس العلمي للمديرية، بالشهادتين “أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمد رسول الله”، مشيرين إلى أن “أحمد ميرزا القادياني” الذي ادعى النبوة ما هو إلا دجال وكذاب.
وقد حدث هذا عشية محاكمة المنتمين لهذه الطائفة، بعد تقديمهم أمام وكيل الجمهورية ثم قاضي التحقيق لدى محكمة الحروش، الأسبوع الماضي، والذي أمر بإيداع الرأس المدبر للطائفة الأحمدية بالولاية الحبس المؤقت، ووضع 17 شخصا من المنتمين والناشطين في هذه الطائفة تحت الرقابة القضائية، تتراوح أعمارهم بين 28 و55 سنة، وذلك بعدما وجهت لهم تهم تتعلق بالتحريض وجمع تبرعات من دون ترخيص والانخراط في جمعية غير معتمدة.
وحسب مصادر إعلامية فإن المعنيين الذين ينحدر الأغلبية منهم من قرية “الرفراف” ببلدية عين بوزيان، فيما ينحدر البقية من بلديات امجاز دشيش، رمضان جمال، صالح بوالشعور، عزابة والحروش، تم توقيفهم من طرف مصالح الأمن عندما كانوا يؤدون صلاة الجمعة بطقوس غريبة عن الدين الإسلامي والمجتمع الجزائري، داخل إحدى “الفيلات” بوسط بلدية صالح بوالشعور، جنوبي سكيكدة.
و قد تمكنت مصالح الأمن من حجز مصحف محرف وسجل لاشتراكات المعنيين، وبعض المناشير التي كان يستعملها الناشطون في التعريف والترويج لهذه الطائفة، التي تأسست على يد “ميرزا أحمد القادياني”، المولود بمدينة “قاديان” بالهند، والذي بدأ نشاطه كداعية إسلامي، قبل أن يدعي أنه ملهم من الله، ليتدرج في دعائه ويؤكد أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، حيث أنه ادعى أنه جاء رسولا بعد آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
و كشفت التحقيقات عن تحسن الوضعية المعيشية والاجتماعية للمعنيين، بمجرد انخراطهم في هذه الطائفة، وهو الأمر الذي ركزت عليه التحقيقات الأمنية والقضائية، من أجل اكتشاف مصدر تمويلهم، خاصة أن التحقيق كشف لحد الآن عن ارتفاع عددهم إلى 24 شخصا بالولاية.
و قد تسبب ظهور هذه الطائفة بولاية سكيكدة المحافظة في هروب بعض زوجات المعنيين وطلبهن الطلاق، وهو ما خلق فتنة وسط العائلات، التي طالبت مديرية الشؤون الدينية بالولاية بإصدار فتوى في الأمر.
وفي هذا السياق دعا والي سكيكدة في اجتماع خاص عقده بمقر ديوانه، إلى الإسراع في إصدار بيان يتضمن تضليل فرقة “الأحمدية” التي اكتشف أمرها في سكيكدة، داعيا أئمة المساجد إلى الدعوة للمحافظة على المرجعية الدينية ومحاربة الفرق الدخيلة بمختلف طوائفها، مؤكدا على دور الإمام في محاربة الفتن التي انتشرت بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن “هذه الطوائف والفرق دخيلة على الجزائر وليس لها أي صلة بالدين الإسلامي الحنيف ولا بالمذهب المالكي المعتمد في الجزائر”.