خلف ظهور شريط فيديو قصير، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع وبسرعة بولاية مستغانم ومحيطها، يظهر فيه أشخاص يمارسون طقوسا غريبة ومثيرة، جرت مؤخرا بضريح مداح الرسول “ص” الولي الصالح، سيدي لخضر بن خلوف، شرقي الولاية على بعد 50 كيلومترا، حالة من الذهول وسط زوار الضريح، الذين طرحوا عدة تساؤلات حول ما يحدث أمامهم.
تساءل الزوار عن جذور ومرجعية هذه الممارسات التي طغت مؤخرا بهذا الضريح، ومنهم من اعتبرها بدعة جديدة أو فرقة من الدراويش، تذكّر بعهد الحكم العثماني والحقبة الاستعمارية التي كان المستعمر، وقتها، يشجع على نشر الخرافات والبدع بين الجزائريين.
وظهر في الصور التي انتشرت مؤخرا، رجال يحملون العصي ويلبسون أثوابا مزخرفة بمساحات ملونة ومربعة صغيرة الحجم وبراقة، تشبه إلى حد كبير ملابس المهرجين.
لكن يبدو أن لقطات مقاطع الفيديو والمشاهد المختلفة لهذه الممارسات، تخفي من ورائها طريقة صوفية جديدة وغريبة بدأت بالظهور والانتشار بصورة محتشمة في الجزائر بمناطق مختلفة بكل من ولايات بشار، وتلمسان، وغرداية ثم مستغانم.
وفسرت عدة مصادر حسب الخبر، بأن الأمر يتعلق بطريقة مغربية الأصل أثارت الكثير من الجدل تسمى “الطريقة الصوفية الكركرية” “لشيخها” الشاب محمد فوزي الكركري البالغ من العمر 43 سنة الذي ينحدر من منطقة تمسمان بالمغرب، تعتمد على الحضرة والخلوة والاسم الأعظم والسبحة والسر وما يسمى بالمرقعة “المزركش”، وهو الثوب الذي يلبسه أتباع هذه الطريقة، وهو ثوب من قماش ملون.
وتضيف مصادر “الخبر” أن هذه الطقوس تعتمد على المشي كذلك، حيث يقطع أتباعها عشرات الكيلومترات سيرا، وهذا ما لاحظه مستعملو الطريق الوطني رقم 11 الساحلي الرابط بين مدن وهران ومستغانم وتنس باتجاه العاصمة، أين قطع هؤلاء الرجال المسافة بين سيدي لخضر ومستغانم، التي تزيد عن الخمسين كيلومترا مشيا على الأقدام.
وكشفت مصادرنا أن هذه الطريقة استقرت بمدينة مستغانم، حين قام نحو 12 جزائريا بزيارة إلى ضريح سيدي لخضر ينحدرون من مستغانم وتلمسان، وغرداية وبشار، كما لها أيضا مجموعات مشابهة بالولايات المذكورة آنفا.
وكشفت التحقيقات الأولية التي أجريت حول هذه الطريقة والمجموعة، أنها طائفة صوفية سنية لا تختلف عن الطرق والطوائف الدينية المنتشرة في الجزائر والمغرب الأقصى، إلا في شكل اللباس أو الثياب المثير للانتباه والجدل، وبعض الأصوات والطقوس الغريبة التي تستعملها الطريقة أثناء الزيارات التي تقوم بها للأضرحة والمقامات الدينية والروحية.
وبخلاف ذلك، عبّر كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم من انتشار هذه الطرق والطوائف الغريبة عن المجتمع الجزائري، وقد وصل البعض إلى وصفها بـ “الضالة والمضلة”، مشددين على أهمية الحفاظ على الهوية الدينية للجزائر، وهي الهوية التي تعتمد على الصحيح من الدين والثابت من الأحكام وعلى وحدة المسلمين عقيدة وفقها وسلوكا.