في كلمة لوزير الشؤون الدينية و الأوقاف السيد محمد عيسى، يوم الاثنين، خلال لقاء صحفي على هامش زيارته التفقدية لولاية قسنطينة، دعا إلى “قطع الطريق أمام المروجين للخطاب الديني الطائفي المهدد لوحدة الوطن و مرجعيته الدينية”.
و صرح الوزير أن دائرته الوزارية تعمل حاليا على “وضع أسس متينة للخطاب الديني تضمن تأطيره بغية تفادي حياده عن مهمته الأصلية”، معرجا للحديث عن الجهود المبذولة بالتعاون مع عديد الفاعلين من أجل “حماية و تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة لاسيما تلك التي يتم الترويج لها عبر وسائط التواصل الاجتماعي”.
و بعد أن أوضح أن انضمام 90 بالمائة من المنتمين للتنظيمات الإرهابية كان من خلال هذه الوسائط الاجتماعية، طالب ممثلي مختلف وسائل الإعلام بتكثيف الجهود مع مصالح وزارته من أجل وضع “ميثاق شرف” سيشكل -مستقبلا- “خطة طريق تسمح بمواجهة مستوردي الأفكار الدخيلة على المجتمع الجزائري”.
و في سياق حديثه حث وزير الشؤون الدينية و الأوقاف على ضرورة تقنين المدارس القرآنية الـ300 الموزعة عبر تراب الجمهورية و التي تنشط -حسبه- تحت لواء عديد الجمعيات “التي لا علاقة لها بالوزارة الوصية”، لافتا إلى أنه “سيتم عما قريب استدعاء القائمين عليها من أجل تمكينها من الانضواء تحت لواء وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف و من ثمة أداء دورها على أكمل وجه”.
كما عرج الوزير للحديث عن ظاهرة العنف قائلا أن “مشكلة العنف في المدارس كما في الملاعب لا تقع على عاتق المسجد وحده و إنما هي مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع”.
و خلال زيارته الميدانية أشرف السيد عيسى على افتتاح ملتقى دولي حول “راهن الإعلام الديني و آفاقه” بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية و الملتقى الوطني السادس عشر “وحدة الوطن و الأمة الجزائرية في فكر الامام عبد الحميد بن باديس” بدار الثقافة مالك حداد مع تدشينه لمسجد أحمد حماني و زيارة ورشة إنجاز مركز ثقافي إسلامي بمدينة علي منجلي.
و لدى حلوله بقسنطينة توجه السيد محمد عيسى إلى مقبرة عائلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس حيث ترحم على روحه الطاهرة بحضور السلطات المدنية و العسكرية للولاية و أفراد من أسرة العلامة بمناسبة ذكرى وفاته الموافقة لـ16 أبريل.