…..ساد الصمت المكان ونظرنا كلنا في وجه العجوز المشئوم ننتظر ماذا سيقول وكنا نتوقع منه أي شيء إلا ما قاله لنا فقد فاجأنا بأننا سنقوم ببيع الأسلحة في نفس اليوم وفي نفس اللحظة التي سنستولي عليها يعني أننا سنسلم شحنة الأسلحة تلك الليلة وفي الأخير فجر مفاجأته بان قال لنا انه سيحضر معنا العملية وانه لن يتردد في قتل كل من سيعارض أوامره وهذا تهديد مباشر لنا فها هو الذئب العجوز كشر عن أنيابه وبدا يظهر لنا وجهه الحقيقي أو بالأحرى شخصيته الحقيقية .
بدأنا تداريبنا بالبيت المهجور وفاجأنا الذئب بكفائته العالية في استعمال الأسلحة من النارية إلى البيضاء وحتى في طرق الدفاع عن النفس فقد أعطانا معلومات في هذا المجال زادت من قوتنا ومتانتنا بعدما أخدنا دروس علمية في الدفاع عن النفس فنحن لم نكن نتقن إلا فن قتال الشوارع والذي ينهار أمام مواجهة المقاتلين المدربين على اطر علمية الذين يحسبون ألف حساب لخطوة المقاتل. بعد ذلك أمرنا قبل أن نذهب للعملية علينا أن نحلق وجوهنا حتى ولو كان فيها القليل من الشعر حتى يظهر علينا يوم العملية أننا من العسكر.
كانت خطة العجوز الخبيث واضحة وبسيطة وفعالة فنحن سنقوم بوضع حاجز وهمي في أخر محطة لشاحنة الأسلحة وأثناء الليل وبعدما تخلو الطرق من المارة و لا يبقى في الشاحنة إلا السائق و الجنديين المرافقين وجميعهم حديثي العهد بالتجنيد سنوقف الشاحنة ندخل في حوار مع الجنود ثم في رمشة عين وفي غفلة منهم نهجم عليهم نذبحهم ونرحل بالأسلحة حيث يحدد لنا العجوز وجهة الشاحنة .
الساعة تشير إلى 20:00 ليلا كنا ننتظر قدوم العجوز للبيت المهجور ما هي إلا دقائق حتى جاء العجوز على متن سيارة فاخرة رباعية الدفع سوداء اللون لوحاتها مرقمة بترقيم مميز للعاصمة أشار لنا بيده للصعود للسيارة كنا نلبس ملابس عادية وأخذنا معنا لباس العسكر والأسلحة والأقنعة توجهنا إلى النقطة والتي سنضع فيها الكمين مررنا كما العادة بعدة حواجز ولا حاجز واحد أوقفنا بل كنت أرى الاحترام في بعض الحواجز لدرجة أن بعض العساكر يلقون علينا التحية العسكرية كأن مسؤول كبير يمر من الحاجز هل هي هيبة السيارة الفاخرة وترقيمها المميز أم أشياء أخرى الله اعلم المهم وصلنا لنقطة التي سنضع فيها الحاجز الأمني في الساعة 1:00 ليلا ادخل العجوز السيارة إلى منطقة خارج الطريق وأوقفها بين الأشجار لكي يصعب رأيتها من طرف السيارات والشاحنات المار في الطريق أردنا النزول فنهرنا وقال لا ينزل احد إلا للضرورة هنا قال النمس البقاء في السيارة أحسن الجو في الخارج بارد جدا اخرج النمس من الحقيبة قنينة خمر وكأسين من البلاستيك وقال أنا متوتر جدا من أراد أن أسكب له فرفع الجميع يده تناوبنا على شرب تلك القنينة حتى وصلت الساعة 2:30 ليلا فقال العجوز غيروا ملابسكم واستعدوا خرجنا لطريق العجوز يظهر بزي العسكري كأنه ضابط كبير النمس أضحكنا كثيرا فبسبب قصر قامته الزي هو الذي يلبسه وليس العكس أنا وقادر نحمل الرشاشين النمس والعجوز يحملان المسدسات الساعة 3:10 وصلت الشاحنة لنقطة الحاجز طلب منهم العجوز التوقف تبادلوا التحية العسكرية سألهم عن أحوال بعض الضباط فقال لهم سأعطيكم أمانة أريدكم أن توصلها إلى فلان(ضابط برتبة كبيرة) المهم وافقوا على ذلك ثم سألهم إن أكلوا شيء وهم في طريقهم فابتسموا ابتسامة بريئة وقالوا أنت يا سيدي تعرف العمل أحس منا في إشارة أنهم لم يأكلوا شيء فقال لهم العجوز انزلوا هناك بعض الطعام ولن يتطلب الأمر أكثر من 5 دقائق نزل الشباب والفرحة في عينيهم أنهم وجدوا شخص قلبه رحيم في الجيش نزلوا وهم لا يعرفون ما ينتظرهم .
…سلموا علينا بالعناق كنت أسلم عليهم والدموع في عيني انه الدرس الأول في الغدر احظر لهم قادر الطعام وقال لهم النمس هناك نصف قنينة خمر فهل أحضرها لتدفئوا نفسكم بها نظر الثلاثة باستغراب للنمس وقالوا لا يا أخي نحن أشخاص ملتزمين لا نشرب الخمر ونصلي ونتمنى من الله أن يعفوا عنكم من هذا البلاء وهنا مسكت راسي وعرفت لماذا تم التضحية بهم يجب تنقية الجيش من الرجال الصالحين ضحك النمس وقال كيف يعقل أنكم في الجيش ولا تشربون الخمر فضحك الشبان وقالوا هذا السؤال سمعناه مئات المرات من طرف مرؤوسينا وزملائنا فهل شرب الخمر شرط للولاء للوطن أم ماذا وهنا تدخل الذئب ورفع مسدسه في وجه الجنود وقال ادن انتم مع إرهابيين ارفعوا أيديكم هنا الشباب ودموع تملئ أعينهم وهم يصرخون نقسم بالله يا سيدي إننا لسنا إرهابيين نحن أصلا انخرطنا في الجيش لمحاربة الإرهاب قال لهم اسكتوا أيها الخونة وطلب من قادر والنمس أن يقيدوا أيديهم وقال لهم خذوهم وابحثوا معهم كما اتفقنا كانت هذه الجملة تعني أن يقوموا بذبح العساكر بلا رحمة فذهب النمس وقادر مع العساكر وبقيت أنا والعجوز نجمع معدات الحاجز وباقي الأشياء بعد ربع ساعة عاد النمس وقادر وقالا لقد نحرنا الكلاب فعانقهم العجوز وقال أحسنتم يا شباب أنا ابتسمت وقلت مع نفسي على الأقل لم نقتل شبان أبرياء ترميهم الدولة في فوهة البركان كقربان لبقاء الجنرالات واستمرارهم في التسلط على البلاد والعباد فقد كانوا يستعملوننا كحطب لنار صراعهم على الكرسي فقد كان المواطن يقتل كيفما كان صنفه يقتل بسبب الشك أو الاشتباه فيه انه ينتمي إلى الإرهابيين أما إن كان في الجيش أو الشرطة يقتل لأنه شخص صالح أو انه عرف اللعبة وأراد أن يكون محايدا أو يقتل لان ولائه لجنرال بعينه أما إن كان المواطن ينتمي إلى الإرهابيين فالمصيبة اكبر فان تمت معرفة هويته فان فرق الموت تابعة للجيش تقوم بتصفيته هو وأسرته وجيرانه بل والقرية التي ينتمي إليها تباد عن بكرة أبيها رغم أن هذا المواطن كان ضحية للدولة التي وجهته للإرهاب.
…كنت أتكلم مع النمس وفي لحظة سمعنا العجوز يصرخ في وجهنا وقال هيا أسرعوا أيها الشباب لا وقت للمحادثات التافهة غيروا ملابسكم فأمامنا عمل أخر هيا بسرعة جمعنا المعدات وغيرنا ملابسنا ركب النمس وقادر في سيارة العجوز الفاخرة وركبت أنا والذئب في الشاحنة ونحن نهم بالرحيل طلب الذئب من قادر التوقف ونزل هو من الشاحنة وهو يمسك بطنه فقلت له ما بك أيها العجوز فقال مغص صغير سأذهب لأقضي حاجتي وأعود بسرعة دهب مسرعا انتظرنا العجوز تأخر قليلا وفي لحظة مشئومة ظهر لنا العجوز وهو يحمل سكين كبير ملطخ بالدماء وهو يصرخ يا أبناء العاهرات تلعبون معي لا تعرفون من أنا……………..يتبع