عندما ألقى العجوز يحيى جملته هذه ظل الكل مندهشا من هذا التحول الذي أصاب عملنا فمن الاستيلاء على فيلات المسؤولين الكبار إلى الاستيلاء على شاحنة محملة بالسلاح هذا أمر غير معقول. فحتى قادر القليل الكلام واهدأ شخص في الأعضاء انتفض في وجه عمي يحيى وقال له هل جننت أيها العجوز الخبيث أنت تبلغ من الكبر عِتِيًّا ولا يفصلك على الموت إلا أمتار أما نحن في منتصف الطريق بالإضافة إلى أن زوجتي حامل أتريد أن يولد ابني يتيما أيها الكلب وأراد أن يضرب عمي يحيى وهنا كان علي أن أتدخل وقفت بين قادر ويحيى لأنني بطبيعة الحال مؤسس هذه العصابة المجنونة فقلت ليحيى أنت تعلم أن مثل هذه العمليات تحتاج إلى ترتيب خاص والى كموندوس وليس مجموعة من المجرمين البسطاء اخطر سلاح حملوه في حياتهم سكين كبير بالإضافة إلى دراسة معمقة لموعد وموقع الضربة وعدد المرافقين للشاحنة وبحكم أنا الزعيم هنا فانا ارفض هذه العملية خوفا على حياتنا جميعا .
….نظر إلي الذئب العجوز نظرة غضب لم أعهدها فيه من قبل وقال لي أأنت هو الزعيم والوحش الذي لا يخشى شيء وقلبك ميت مالي أراك ترتعد الان مثل النساء قلت لكم أن مجموعة صغيرة من العساكر وأربع سيارات رباعية الدفع سترافق الشاحنة ولكن الطريق الذي ستسير عليه الشاحنة وفي أخر محطة لها لن يبقى مع الشاحنة إلا ثلاثة جنود وهم سائق الشاحنة ومرافقين يجلسان بالقرب منه وهؤلاء الجنود حديثوا العهد بالتجنيد بل أنهم حتى لا يجيدون استخدام الأسلحة بل وثلاثتهم لا يتجاوز عمرهم العشرين سنة فقط أثناءها لم أفكر بان الدولة تضحي بمستقبلها المتمثل في شبابها أمل الغد بل الدولة كان ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو جنرالات الدم أما الشعب فليحرق عن بكرة أبيه هذه الأمور لم تمر في رأسي إلا عندما اشتعل الرأس شيبا وبدأت أحاور نفسي بدلا من الشيطان.
ازداد شكي اتجاه عمي يحيى ووظيفته الحقيقية الأمر الذي دعاني لأساله أيها الذئب العجوز من أين لك بكل هاته المعلومات وما أنت إلا حارس ليلي حقير نظر إلي وهو واتق في نفسه وقال لي إنني محاط في عملي بالضباط الكبار في الدولة كما تعلم وجل أخبارهم عندي بالإضافة إلى أنني من سيبيع السلاح أي أنا من سيكلف بالعبئ الثقيل لهذه العملية ولا تنسوا أننا في الأول والأخير نبحث عن الثروة والمال فقط ولقد ظهرت عليكم أثار النعمة مند اليوم الذي بدأت انظم لكم خطط العمليات فما فشلنا في واحدة منها وانتم تشهدون على ذلك وأضاف أيضا فلتعلموا إنكم وفي هذه العملية ستقتلون الجنود الثلاثة المرافقين للشاحنة و حَبَّذَ أن تذبحوهم بوحشية وتفصلوا رؤوسهم عن أجسادهم حتى يظهر الأمر كأنه عمل للإرهابيين اتفقنا يا أطفالي الصغار؟؟؟.
تدخل قادر والغضب والغيظ على وجهه وقال له كيف يعقل يا ابن العاهرة أن نقتل شباب في مقتبل العمر لقد اتفقنا في الأول أن نصفي حسابنا مع الكبار فكيف ننحر شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرين سنة انظموا للجيش طمعا في تلك الأجرة القليلة ليعيلوا أسرهم عليك النعلة أيها الشيطان العجوز هنا مسكت قادر من كتفيه وأعطيت بظهري للعجوز وغمزته بعيني وقلت له اسمع جيدا هذه المرة أخي قادر لا مجال للعواطف في عملنا وقد اشترطت عليكم مند الأول أننا يمكن أن نَقْتُلْ كما يمكن أن نُقْتَلْ وهؤلاء الشبان لهم أوامر أن يقتلوا لمجرد الاشتباه وإذا أمره أي ضابط بان يقتل سوف يقتلك دون أن يسأل عن السبب فما رأيك الان ؟؟؟ فقال لي دون تردد فلنذبح أولائك أبناء العاهرات ولتبكي أمهاتهم قبل أن تبكي أمهاتنا فضحك العجوز الذئب وقال هذا هو كلام الرجال النمس الساكت طيلة الحوار تكلم وقال لكن لي شرط أيها العجوز فقال له عمي يحيى شروطك مستجابة مسبقا أيها النمس قل ما عندك فقال له النمس ضروري أن تأتينا بتلك الحبوب المهلوسة العجيبة فهي اشد مفعول من حبوبنا القديمة فقال عمي يحيى لا تحتاج أن تطلب مني هذا الأمر فهذا واجبي.
…قال العجوز الان اتفقنا أنا سأغادر البيت المهجور لأجمع المزيد من المعلومات وأقوم باتصالاتي لأحضر لكم معدات العملية اللازمة والأسلحة التي سنحتاجها للعملية المهم معادنا بعد يومين لنتكلم في الخطة والتفاصيل ووقت العملية خرج العجوز تبعه النمس يراقبه حتى ابتعد عن المنزل وعاد النمس وقال لقد ابتعد الكلب فقلت لهم اسمعوا يا إخواني نحن مجبرين على القيام بهذه العملية ليس لانا محتاجين للمال ولكن إن لم نشارك فيها اقسم بالله سنقتل جميعا وهذا ما قرأته في عيني ذلك الذئب يحيى أولا سنقوم بخطة داخل خطة يعني الذئب سيعطينا خطته ونحن سنبني عليها خطتنا ثانيا لن نقتل الشباب وهنا فرح الجميع وعانقني قادر والنمس قال كنت اعرف انك تمثل يا زعيم أمام ذلك العجوز فقلت لهم اسمعوني جيدا ثانيا ستوهمون أنكم تعاطيتم تلك الحبوب أمام العجوز ثالثا أي شك في أن حياتنا في خطر واحد منا سيقتل العجوز اتفقنا يا إخوان قالوا اتفقنا يا زعيم.
بعد يومين عاد الذئب وفي يده حقيبتين كبيرتين الأولى فيها 4 بدل عسكرية والثانية فيها أسلحة نارية روسية الصنع مسدسات و 2 من رشاشات الكلاشنكوف وذخيرة الرصاص أعطاني أنا رشاش الكلاشنكوف وقال لي أتعرف كيف تستعمله فضحكت وقلت له لا اعرف فقال انظروا جميعا لقد اندهشنا منه كيف يفكها ويعود إلى جمعها بتقنية رائعة وسريعة أما مسدسات مكروفا الروسية فقد كان يفككها بسرعة خيالية فقال سأعلمكم مع الوقت هذه الأمور فهي سهلة وهنا بدأت تتضح لي هوية هذا العجوز الماكر رغم انه ادعى فيما بعد انه كان في صفوف المجاهدين كما هو حال كل من يسرق ويقتل ويفسد في هذه البلد كلهم يدعون أنهم كانوا ضمن صفوف المجاهدين وهنا قال اسمعوا أيها الإخوان سأخبركم بأمر مهم وخطير………………. يتبع