لنكن صرحين مع أنفسنا مادام الفاسدون والانتهازيون والمنافقون على رأس السلطة فمن الصعب الحديث عن الأمل والتغيير وحتى لا نكون مثاليين فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا والازدواجية لكن الموضوع عندنا زائد وكثير وتخطى كل المسموح به عالميًا… الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء وانتهازيين باتفاق الأدلة يتسللون ويقدمون أنفسهم في ثياب الناصحين ومحاربي الفساد بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات في السياسة ويطالب بالتطهير والمكاشفة بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم وفي حال فوز هؤلاء ووصولهم إلى مناصب تنفيذية أو تشريعية يعنى أن فيروس الفساد يسكن القلب يعنى ضياع أي إمكانية للتغيير.
في عالم الصراع على المناصب بالجزائر من الصعب أن تعثر على مسؤول يقول الحقيقة إلا لو كان سابقًا.. ستجد جنرال أو وزير أو مسؤول أو الفاسد السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة وينتقد الفساد ويقدم رؤى عميقة للمشكلات وحلولًا عبقرية بينما وهو في موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا وربما متورطًا في كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه وطبيعة السياسة أن ما هو مطروح في العلن من كلمات ضخمة وحديث عن المبادئ والقيم العليا شيء وما هو واقع وحادث من هذا الزعيم أو فذاك أمر آخر.. لن تجد فاسدًا يبرر الفساد ولا لصًا يجادل في كون السرقة أمرًا مستهجنًا ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير لماذا نقول هذا؟ بمناسبة ان القايد والجنرالات يتحدثون عن الطهارة والشرف ولديهم ملف كبير للفساد وعندهم نظريات في الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته «احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد» وكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات أو مواقع التواصل ظاهرها الحرص على الوطن وباطنها المنافسة لسرقة خيرات البلاد واقتسام كعكة الوطن.