إن الاعتداء الذي تعرض له وجه من وجوه المعارضة الجزائرية ينبئ بوجود تصعيد خطير من قبل نظام الحركي. فبحسب المعلومات تعرض الناشط والمعارض السياسي رشيد نكّاز لإعتداء جسدي في باريس بطريقة وحشية أثناء تصويره للمسكن الذي يملكه عمار سعداني في العاصمة الفرنسية باريس من طرف نجل الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني.
إن النظام يمضي في ابعد حدود العنف من أجل البقاء على الكرسي فقد أصاب النجاح الذي حققه المعارضين بالخارج في توعية الشعب الجزائري النظام الحركي بحالة من الجنون دفعته لممارسات مضايقات ضد المعارضين في الخارج.فالنظام ربما نسى أن الاعتداء على المعارضين وتعذيبهم يعد جريمة في مبادئ حقوق الإنسان في العصر الحديث فقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على تجريم الاعتداء على المعارضين وتعذيبهم ووقعت دول كثيرة على معاهدة جنيف في العام 1949 تلك الاتفاقية المتعلقة بمعاملة الأسرى وما تبعها من معاهدات لحماية المدنيين حيث تلتزم الدول الديمقراطية بتلك الاتفاقيات المختصة بحقوق الإنسان والاستثناء دائماً للأنظمة التوليتارية ومنها النظام الحركي في الجزائر الذي يمارس كل أنواع الترهيب في مواجهة الخصوم والمعارضين ابتداءاً من الإحالة من الوظيفة والتضييق على الفرد في معيشته مروراً بالاعتقالات التي غالباً ما تشهد تعذيباً وحشياً يخلف ضحايا كٌثر لقوى المعارضة رغم أنها حاولت التصدي للإعتقال ولعمليات التعذيب الممنهجة وذلك من خلال كشف تلك الممارسات للرأي العام المحلى والدولي عبر مخاطبة القانونيين ومنظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية وقد نجحت في ذلك إلى حد ما وساهمت في إدانات دولية وإجراءات ضد المجرمين الكبار من المسؤولين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أدت إلى اعتقال عراب المجازر في العشرية السوداء الجنرال خالد نزار ولو بشكل مؤقت في سويسرا سنة 2011.
النظام لم يكفيه أن يذكرنا بمجازره في العشرية السوداء عن طريق الفيلم الوثائقي حتى لا ننسى ليرهبنا فقد قام باعتداء على ابرز وجوه المعارضة في الخارج عن طريق بيادقه فهذه الحادثة تعد تطورًا خطيرًا في المشهد السياسي وتنذر بكارثة حقيقية قد تأخذنا إلى مرحلة الاغتيالات السياسية وتعتبر نتيجة طبيعية للحوار ألإقصائي والعدواني الذي يتبناه النظام ضد المعارضين ونطالب كل الجهات المسؤولة بـسرعة فتح تحقيق عاجل في الواقعة لمعرفة المتسببين والمحرضين عليها.