…………بعد التهديدات الصريحة التي صدمنا بها (M.M) والتي شملت أرواحنا وأرواح عائلتنا وبعدما شاهدت بأم عيني قتله لذلك الرجل الفقير بدم بارد كأنه يطفئ سيجارة كان علينا أن نقتل بلا رحمة لنضمن سلامة ذوينا على الأقل ونضمن حياتنا نحن الآخرين فأعمارنا مرتبطة بمزاج هذا الضابط السادي والأدهى والأمرّ من ذلك انه قرر أن يخرج معنا في العملية الأولى ليقف بنفسه على عمله وعلى الذبح والقتل والدم طبعا حتى يكون لنا قدوة وهذا ما كان العملية الأولى كان علينا مداهمة حاجز عسكري قرب احد الأسواق الشعبية خارج المدينة وكان علينا أثناء مرورنا بمدرسة الأطفال ومسجد أن نقتل كل من نصادف في الطريق سواء أكان طفلا بريء أو عجوز يتمشى في الطرقات وفي هذه العملية ارتدينا زي الإرهابيين وأتانا (M.M) بلحي مستعارة حتى نظهر بمظهر الإرهابيين بل قمنا بتكحيل أعيننا لنتقن الدور وجلب معه أيضا رشاشات حديثة وسكاكين كبيرة كنا ونحن نرى هذه الأشياء نظن أنفسنا أننا ممثلون في فيلم تاريخي .
النمس هو الوحيد أحسن الصنع فقد كان قد احضر معه الحبوب المهلوسة بكثرة وقال لنا إِبلعوا أو تُبلعوا فبدا يضحك بجنون وأخذ حبتان متتاليتان وأعطاني حبتان ولقادر كذلك أما الأفعى (M.M) فلم يستعمل شيء فقط وضع هو قناع على وجهه وهنا قال له النمس اسمح لنا يا سيدي أن ندخن المخدرات فهي تمنحنا القوة والبأس فضحك (M.M) ملئ فمه وقال فهمت قصدكم عندي لكم ما هو أفضل واخرج من جيبه 3 حبات وقال لنا أتعرفون ما اسم هذه فأجبناه في صوت واحد لا يا سيدي قال لنا هذه يسمونها في الاستخبارات عندنا madame courage وتستعملها الوحدات العسكرية وقوات مكافحة التخريب فهي تمنح الشجاعة والجرأة بحيث يمكنك أن تذبح مدرسة للأطفال دون أن تتأثر بواحد منهم نظرنا بعضنا لبعض وقلت لعصابتي هذه هي التي كان يعطينا العجوز يحيى أخدنا الحبات الثلاث وبلعناها وأحسسنا بالحرارة ترتفع والدم يفور في عروقنا.
ركبنا في سيارة رباعية الدفع وكان قادر هو من يقود وبعدة مدة قصيرة وصلنا إلى السوق الذي وجدناه في تلك الفترة خال من البشر وبعده مباشرة مررنا بمدرسة الأطفال فوجدنها حتى هي خالية وبعد ما ابتعدنا بقليل فإذا برجل في الأربعينيات من عمره يمر وحيدا أمامنا وهو يدخن سيجارته ويظهر انه منتشي بالخمر فإذا ب (M.M) يأمر قادر بالتوقف ويأمرنا بالنزول من السيارة وتوجهنا مباشرة إلى الرجل الذي أصيب بالذهول وخوف هائل وهو يرانا باللباس الأفغاني والكحل في أعيننا و (M.M) يصرخ في وجهه أتعلم أن السيجارة والخمر حرام وان لباسك حرام فالتقلد بالنصارى يعد من الكبائر ويعتبر ردة عن دين الإسلام وعقابه القتل وهنا اخرج (M.M) السكين بسرعة ووضعها على عنق الرجل وفي هذه اللحظة تبول الرجل المسكين على نفسه وبدأ يتوسل ل (M.M) أن يتركه وان يسامحه واقسم انه سيعود يصلي ويبتعد عن الحرام وهنا رفع (M.M) السكين وجميعنا ننتظر أن يذبحه ولكن في رمشة العين تركه وقال له إن لم تتب إلى الله سنعود ونقتلك وترك الرجل وهو راكع على الأرض وغارق في بوله ويحمد الله أن مزال على قيد الحياة وأمرنا بالصعود إلى السيارة.
ركبنا السيارة والكل لم يفهم ماذا وقع ولا احد يستطيع أن يسأله لان السؤال ممنوع تنفيذ للأوامر فقط وفي خضم هذه التساؤلات التي تدور في رؤوسنا سمعنا ضحكات هستيرية ل (M.M) وهو يقول تسألون جميعا لماذا لم أذبحه بكل بساطة لأنه لا يجوز في الذبيحة بسبب انه تبول على نفسه وآلهة تريد الذبيحة النقية والطاهرة وبذا يضحك لوحده وقال أنا فقط أمزح معكم في عملنا هناك شيء يسمى الشاهد الراوي وهذا الرجل تركناه ليروي ما شاهده وليكون الخيط الرفيع والوثيقة الموثقة على من قتل عساكر الحاجز فهو سيروي للناس والناس ستضيف من عندها وهكذا ستسير الأمور مفهوم يا صغاري فقلنا جميعا مفهوم وهنا عرفت أن أي شيء يقع في هذا البلد فهو مدروس وليس هناك شيء للصدفة فربما حتى ظاهرة اختطاف الأطفال والتي انتشرت في تلك الفترة ربما كانوا هم ورائها لإلهاء الشعب عن القضايا المهمة فليس هناك أهم من أبناء عند المواطنين هؤلاء يستطيعون فعل أي شيء مقابل بقائهم.
….اتجهنا صوب الحاجز فوجدنا العساكر مجتمعين على المائدة ويأكلون وجبة الغداء وهنا صرخ فينا (M.M) هيا يا مجاهدين انقضوا على هؤلاء الكفرة فهجمنا عليهم كالذئاب الجائعة وأفرغنا كل الرصاص فيهم حتى أصبحت جثت العساكر الأربعة مشوهة من كثرة الرصاص بل الأدهى من ذلك أمرنا (M.M) بأن كل واحد منا يذبح عسكري ويكبر وهنا عرفت ربما يكون هناك شاهد عيان مختفي عن الأنظار ليقسم على أن من كانوا وراء الحادثة هم الإرهابيين.
بعد مرور هذه العملية لم نرد أن نتحدث فيها أنا وأفراد العصابة لان هذه العملية كانت الأبشع في جميع عملياتنا بالإضافة لم يعطينا (M.M)نصيبنا فيها وبعد مدة اتصل بنا(M.M)وقال هناك تغيير في الخطة وسنستفيد من ورشة قادر لصناعة السيارات المفخخة وأنها ستصبح ورشة تابعة لغرفة العمليات التي ينتمي إليها (M.M) فقد أصبحنا نعد السيارات المفخخة عند قادر نملأها بالقنابل والمتفجرات الموقوتة وكانت اغلب العمليات تستهدف مناطق تجمع رجال السلطة والذين ينافسون الاستخبارات على كعكة البلاد أو رجال برتب صغيرة في الشرطة والجيش لكن ولائهم لشخص معين فكل عمليات السيارات المفخخة كانت رسائل موجهة إلى أشخاص بعينهم رغم أن هذه العمليات كان ضحاياها كثر هذا بالإضافة للمصابين بالعاهات المستديمة والجروح الخطيرة ففي فترة التسعينيات كان الدم للركب.
توالت العمليات مع (M.M)وكل واحدة أبشع من الأخرى وكان علينا أن نتكلم معه لأننا نحن في الأول والأخير مجرد مرتزقة وصاحبنا لم يعطينا المال الكافي في أخر ثلاث عمليات وفي أخر اتصال له قلت له من فضلك أيها السيد (M.M)أفراد العصابة يريدون أن يتكلموا معك في موضوع مهم فقال ليس عندي مشكل غدا في نفس التوقيت الذي نلتقي فيها إلتقينا في نفس الموعد جلس (M.M)وهو ينظر إلينا بغضب ماذا هناك فقلت له يا سيد (M.M) اغلب وقتنا أصبح للعمليات وأموال التي نأخذها لا تكفي وهي اقل بكثير مما كنا نأخذه مع العجوز في عملية واحدة فقال بغضب ألا يكفي ما جمعتموه من الأموال أم أن الطمع أعمى عيونكم ليس عندي مشكل تريدون المزيد قوموا بعمليات سرقة لصالحكم فمحلات الذهب منتشرة في البلاد وأنا أضمن عدم القبض عليكم وهنا قادر قال سيدي أنا أكثر واحد متضرر في العصابة مند أن اخترتم ورشتي وهي مقفولة ولم تعطوني أي تعويض وأنا أفكر أن أعيد فتحها وهنا وقف (M.M) وقال اكره شيء عندي هو مخالفة الأوامر والطمع الله يرحم العجوز يحيى انتهى الاجتماع…………..يتبع