كنت اقرأ بعض الكتب والروايات عن آلهة الإغريق وآلهة الفراعنة وكيف كانت هذه الآلهة تحدث البشر وتحنو عليهم وتواسيهم ويقدم لها القرابين من البشر وليس أي بشر بل أجمل وأنقى نسل فكانت تقدم الحسناوات قربان للآلهة والجميلات يضحى بهن من اجل الخرافة والمشعوذين أنصار الحاكم في تلك العصور كانت هذه الروايات والأساطير في مخيلتي مجرد خرافات وجهل من الزمن الغابر لم أكن اعلم أنني سأواجه هذه الآلهة وفي العصر الحديث آلهة من نوع أخر هي تأكل وتتبرز وتجامع وتنام مثلنا إلا إنها آلهة لا تعرف الرحمة على البشر ولا يهم إن ضحت بملايين من القرابين البشرية لتبقى هي خالدة قوية مسيطرة آلهة من جلدتنا تتكلم لغتنا وتتنفس هواءنا إلا أنها تبقى آلهة.
عدنا……… فنظر لي بغضب وقال أكثر شيء يكرهه النظام هو الفلسفة وما قلت الان يعتبر فلسفة لماذا لا تأخذ الأمور ببساطة وتقول أننا أرحناه من عذاب الدنيا وانه الآن سعيد ويشكرنا وضحك (M.M) بهستيريا وقال لي أتعرف العجوز يحيى لماذا انتحر فقلت له لا اعرف فقال العجوز يحيى كان مواطن صالح بامتياز لا يفكر ولا يناقش ويرضى بالنصيب الذي أعطته له الدولة ولكن المسكين بسبب كبر سنه بدأ يتفلسف ويفهم ويعرف كثيرا من الأمور ويضيف من عنده وهذه الأشياء تصيب صاحبها بصداع حاد لا ينفع معه شيء سوى الموت ولذلك المسكين انتحر ومن هنا أنا أنصحك أن تبتعد عن التفكير والفلسفة بالله عليك هؤلاء أصحاب الملايير هل ترى فيهم احد مهتم بالتفكير والفلسفة كلهم مثل البهائم وانظر كم جمعوا من المال وفي المقابل أصحاب التفكير أو الفلسفة إما في السجن أو في مستشفى المجانين أو ينتحرون مفهوم أيها الفيلسوف قلت له مفهوم يا سيدي وصلنا للبيت نزلت من السيارة ودعت (M.M) ودخلت للمنزل لأرتاح فقد كان أبشع يوم في حياتي.
…بعدما تعرفت إلى (M.M) وكشف لي كل الأوراق فخط أمامي طريق جديد علي أن اسلكه أنا وفريقي لهذا كان علي أن اجمع الفريق ونناقش هذه المعطيات الجديدة التي نحن ملزمون فيها بالقتل دون رحمة مقابل المال وان لم نقتل تتم تصفيتنا بكل بساطة ولن يسأل احد عن جثثنا لأنه في زمن الرصاص والدم لا يعود هناك غالي إلا الآلهة وبالفعل تم الاجتماع وحضر كل من النمس وقادر وكان واضحا على ملامحهما الاضطراب والتوتر وأول من تحدث كان النمس فقال يا زعيم ما سر هذا الاجتماع المفاجئ وفي هذا الوقت الم تقل لنا يجب أن لا نلتقي وان نحد من عملياتنا أجبته نعم ولكن تم جديد في الأمر فقد تبدلت الأمور رأسا على عقب وأصبح اللعب على المكشوف مند الان وصاعدا سنعمل تحت مظلة الاستخبارات المركزية اندهش الجميع وسال قادر كيف ذلك أيها الزعيم فقلت هذا ما تم بالضبط إن الضابط الذي كان يعطي الأوامر للعجوز يحيى هو من سيتولى توجيه ضرباتنا مند الان ولن تقل عمولتنا عن ذي قبل دينار واحد .
….هنا النمس قال هذا خبر جيد سنصبح سيف الدولة قاطعته ليس سيف الدولة وإنما سيف في يد رجل من الدولة وهو لا يعرف إلا مصلحته الشخصية ومصلحة عشيرته والطوفان على الباقي تدخل قادر وقال لا يهم مع من نعمل ما دام أن عمولتنا لن تنقص دينار فالأمر سيان وهنا كان لابد أن أتدخل لأوضح الأمور فقلت إلا أن هؤلاء الرجال الذين سنعمل معهم ليس كالعجوز الذئب هؤلاء أوامرهم مطاعة لا تراجع فيها إن لم ننفذها قتلونا بدماء باردة وبلا رحمة فقال النمس لقد أخدنا هذا الطريق ونحن نعلم أننا يجب علينا أن نقتل فيه وقد نتعرض أيضا للقتل لهذا أنا معكم ولا اعتراض عندي وقادر قال أن أموت أسدا شبعان خيرا من أن أموت أرنبا جائعا أنا أيضا معكم هنا قلت الان سأخبر (M.M) ليتم اجتماعه بكم وليتعرف عليكم ولتتعرفوا عليه سألني النمس ومتى هذا يا زعيم أجبته فقط انتظر اتصاله وسيكون خلال هذه الأيام وانتم ابقوا عيونكم مفتوحة وخذوا حذركم وانتظروا اتصالي.
وبعد مرور أسبوع كامل اتصل بي (M.M) وقال لي في المساء اجمع الرجال فلدي لكم عملية جديدة وأريد من الجميع الحضور بلا استثناء وقلت له علم وسينفد فهذا الرجل ليس معه هزل فيجب علي اخذ الاحتياط في كل خطوة أخطوها معه وان احمي رجالي كذلك لهذا علمت الرجال وقلت لهم أن يأتوا عندي قبل الموعد بساعة حتى أتكلم معهم وأقوم بتوضيح بعض الأمور مهمة لهم حتى لا يتعرضوا للخطر والقتل مع هذا الرجل المزاجي وفعلا جاء عندي الأصدقاء قبل الموعد بساعة وبدأ النمس الكلام كعادته فقال ماذا هناك يا زعيم قلت له فقط أريد أن أحذركم من هذا الرجل فهو يقتل البشر فقط من اجل المتعة أما إن اضطره الأمر للقتل فهو لا يتردد في قتل قبيلة عن بكرة أبيها ولا يرمش له جفن إذن خذوا حذركم معه لا تمازحوه ولا تجادلوه في الكلام والأفضل أن لا تسألوه عن أمر حتى والواجب وما أوصيكم به لا تغضبوه فأنا أخاف عليكم من هذا البلاء الأزرق .
أخذنا نتحدث قليلا وبعد قليل سمعنا صوت مفتاح وهو في الباب وإذا بالباب انفتحت ودخل (M.M) بجثته الضخمة وأناقته المفرطة ونظراته المركزة ألقى التحية علينا وجلس وسط القاعة التي كنا فيها وقال أول شيء أهنئكم على دقتكم في المواعيد (لم أريد أن اسأله عن مصدر المفتاح الذي معه وغالبا قد يكون أخده من جثتة يحيى) وقال ثانيا هذه أول مرة نلتقي فيها جميعا وأظن أن صاحبكم أبلغكم عني فقال النمس وقادر في صوت واحد نعم يا سيدي هنا اعتدل في جلسته وتركزت نظراته وقال عندكم عملية جديدة وهي عملية سهلة إن تبعتم الأوامر حرفيا فقلت له هاتي ما عندك يا سيدي فكلنا أدان صاغية هنا قال العملية كالأتي هناك حاجز صغير على الطريق الفلاني يبعد عن احد الأسواق القروية ومدرسة ب 2 كيلومتر المطلوب منكم هو أن تهجموا على الحاجز تقتلوا العساكر وتذبحوهم من الوريد إلى الوريد وان تستولوا على أسلحتهم كلها وليس هذا فقط هناك إن صادفكم طفل أو عجوز قوموا بتصفيتهم بنفس الطريقة ولا مجال لتردد والرحمة مفهوم.
….هنا لم يستطع قادر أن يكتم غضبه فقال سيدي افهم أن نقتل العساكر فنحن إن لم نقتل سيقتلوننا هم ولكن الأطفال والشيوخ ما دخلهم في الأمر هنا احمرت عيناي (M.M) وتقطب حاجباه وكشر عن أنيابه حتى أصبح أشبه بالشيطان خرج للتو من جهنم وصرخ قائلا أيها العبد الحقير من أنت لتعترض عن أمر أسيادك أنت لا تعلم من نحن أنني اعرف عنكم كل شيء أيها الحثالة حتى لقائكم هنا قبل ساعة أتعلم من نحن أيها الكلب نحن من صنعناكم نحن من صنع الشعب والسلطة والمعارضة والإرهاب ونحن من نقتل ونحيي أيها الحقير نحن نعلم عنكم كل شيء عنكم ماضيكم القذر وحتى مستقبلكم نحن من نحدده أنت يا قادر امرأتك أنجبت لك ابنة وأسميتها جميلة وحضر عقيقتها فلان وفلان أأكمل حديثي أم كفى وأنت يا نمس أصبت مؤخرا بمرض جنسي وهو ليس خطير وذهبت عند الطبيب الفولاني وأعطاك هذا الدواء الذي امسك به بيدي هل ما أقول حقيقة أم خيال أجابوا بصوت واحد وهم مندهشون نعم يا سيدي كلامك كله حقيقي أما أنت يا زعيم العصابة فأنت تعرف أنني اعرف لذلك أيها الحشرات نحن من نقرر ماذا ستشاهدون في التلفاز ونحن من نقرر ما ستسمعون في المذياع ونحن من نقرر ماذا ستقرؤون في الجرائد نحن نتحكم فيكم وفي كل شيء حولكم نحن آلهة الجزائر…………يتبع