ذهبت في الموعد المتفق عليه مع يحيى في الصباح الباكر اتجهت إلى الوكر الذي نجتمع فيه فلم أجد احد قلت ربما بعد حين سيظهر مر الوقت ببطئ ولا خبر عن يحيى حتى بدأ الشك يتسرب لي قلت ما بال العجوز لم يأتي وهو معروف عليه الدقة في المواعيد مرت ساعتان ولا اثر للذئب العجوز هنا قلت مع نفسي لا بد أن اذهب لمقر عمله فهناك ساجد الخبر اليقين وبالفعل أدرت محرك سيارتي واتجهت إلى مقر عمل يحيى وهناك إذا بي أتفاجأ بسيارة الإسعاف وسيارة الشرطة والناس متجمهرة حول مقر عمل يحيى سالت احد الشبان ما ذا يقع هنا ؟ أجابني انه العجوز يحيى قد شنق نفسه وانتحر أصبت من هول المفاجأة فأنا اعرف العجوز جيدا فهو مستعد لحرق العاصمة عن بكرة أبيها ليبقى هو فقط حي لم اقتنع بهذه القضية وراء الأمر سر ويجب أن اعرفه عدت أدراجي من حيث جئت وقمت بعدة اتصالات مع أفراد العصابة حتى أضعهم في الواجهة وطلبت منهم الحضور للإجتماع للضرورة القصوى في المقر السري في المساء واصريت عليهم أن يأخذوا كل الاحتياطات اللازمة ويمروا من الطريق الآمن فيحيى عيننا في السلطة قد فقأت وأصبح علينا أن نعيد تنظيمنا من جديد وبالفعل تم اللقاء وبدا الكل يضع تخميناته وتخوفاته فالنمس قال يبدوا أن العجوز قد أفرط في المخدرات فحدثت له هلوسات أدت به إلى الانتحار هذا أمر وارد الحصول أما قادر فقال ربما يكون تصفية حسابات فالعجوز كانت له علاقات كثيرة فمرة نجده عين السلطة ومرة نجده ذراع للإرهابيين وغالبا ما تكون نهاية أمثاله هكذا القتل.
….فقلت لهم كلكم على حق فهذه الاحتمالات التي فكرتم بها اقرب إلى الصواب ولكن ما يثيرني حقا هو انه البارحة اتصل بي بهاتف المنزل وانتم تعرفون أن الاتصال بهاتف منزلي إلا لحالة الطوارئ وقال لي انه عرف معلومات ضروري أن يوصلها لي وأصر على أن نلتقي في الصباح هنا سأل قادر وماذا كان تقرير الشرطة فقلت له فقد قال لنا احد معارفنا أن تقرير الشرطة كتب فيه انه أخد كميات من الحبوب المهلوسة والمخدرات بكميات هائلة أدت إلى اضطراب في جهازه العصبي مما نتج عنه سوء تقديره للإعمال التي يقوم بها مما أدى إلى انتحاره استغرب قادر وقال الذئب العجوز الذي كان يحير الشرطة والإرهابيين ويتلاعب بهم على حد سواء يقع في هذا الفخ وهنا برقت عيني وقلت لهم نعم يمكن أن يكون فخا نصب للعجوز يحيى وهذا يعني انه اخطأ في أمر ما جعل الأسياد يتخلون عنه ولهذا فعلينا أن نوقف جميع عملياتنا وضرباتنا ابتداء من اليوم حتى تتضح لنا الأمور أكثر.
وفي لحظة سمعنا حركة خفيفة قادمة من جهة النافدة أسرع النمس يحمل سكينا بينما وقفنا أنا وقادر وقفة قتالية استعدادا للقتال إلا أننا نفاجأ أن النمس يقول لنا أن هناك شخص يجري مبتعدا عن البيت المهجور خرجنا جميعا مسرعيين كل شخص ذهب في اتجاه ولكن دون جدوى اختفى ذلك الشخص المجهول وسط الظلام رجعنا إلى البيت وأنا كلي شكوك وهواجس من هذا الشخص الذي كان يراقبنا من الجهة التي أرسلته وهل له يد في قتل العجوز يحيى أسئلة كثيرة فقلت لقادر والنمس اسمعوني جيدا عليكم أن تأخذوا الحذر في كل ثانية وفي كل تحرك أي خطوة يجب أن تكون محسوبة ومدروسة فما وقع للعجوز وهذا المجهول الذي كان يراقبنا كلها رسائل تدل على واحد منا سيكون هو التالي.
……توادعت مع الأصدقاء وأنا أقول مع نفسي ماذا نسيت ماذا نسيت يارباه أخي مصطفى لوحده في البيت ركبت السيارة وقدتها بسرعة جنونية حتى لم اعرف كيف وصلت للبيت دخلت اصرخ مصطفى مصطفى لا مجيب صعدت إلى الطابق العلوي أفتش وجدت فقط بقايا الأكل وفي لحظة نزلت على رأسي جميع تخمينات السوء فهل قتل أم تم اختطافه هل سيساومونني به أم ماذا وهنا رن هاتف المنزل مسكت رأسي كل ما خمنت به وقع رفعت السماعة بسرعة من معي معك النمس اتصلت بك بسبب أخيك وهنا بسرعة وغضب قلت له ما ذا وقع لمصطفى فقال لي لا تقلق يا أخي أخوك بخير وقد وجدته في المحل فأنا أعرفك جيدا إن لم تجد أخاك في البيت سوف تقلق عليه كثيرا وخصوص بعدما وقع للعجوز فقلت له الحمد الله فقد طمأنتني يا اخي شكرا كثيرا اسمعني جيدا قل لمصطفى أن يذهب للمبيت عند عمي احمد البقال ولا يرجع لمنزلي حتى أقول له ذلك وقله ألا يبتعد كثيرا عن منزل عمي احمد وألا يزورك أنت في المحل وألا يزور قادر وأكد عليه يا اخي النمس فأنت تعرف مصطفى فهو مزال شاب وربما لا ينفد الأوامر المهم أصر عليه يا اخي فقال لي النمس اطمأن يا اخي سأخبره بكل التعليمات.
…أقفلت الهاتف واسترحت قليلا والكثير من الأفكار والتساؤلات تدور في دهني من قتل العجوز يحيى ولماذا قتله هل هم الأسياد أم الإرهابيين ومن ذلك الشخص الذي كان يراقبنا في البيت المجهول وكيف عرف عنوان البيت وكيف عرف أننا نجتمع هناك وماذا يعرف عنا ومن هي الجهة التي أرسلته وفي خضم هذه الدوامة رن جرس الباب فقلت من يا ترى عمي احمد يعرف أني مسافر البقية لديهم المفاتيح من يا رباه مشيت على أصبع قدمي إلى الباب ونظرة من ثقب الباب يا رباه من هذا الضخم شخص طويل وضخم يضع نظرات سوداء ولديه شارب كثيف يلبس سروال جينز وسترة سوداء شكله شكل الشرطة السرية وقفت أمام الباب ولم أتحرك ولم اصدر أي ضجيج لكي يظن هذا الغريب انه لا يوجد أي شخص في البيت وما هي إلا لحظات حتى سمعته يقول افتح يا فلان أنا اعرف انك تقف وراء الباب افتح فانا من أقارب عمك يحيى وهنا بدون شعور اتجه إلى درج غرفة النوم وأخذت المسدس ووضعته في مكان خفي وذهبت لفتح الباب وبمجرد أن فتحت الباب حتى أفردت ذراعي له وقلت له مرحبا برائحة الحبايب وفي سرعة وأنا انتظره أن يبادلنا العناق ويفتح حتى هو ذراعيه ولكن في خفة ادخل يده وراء ظهري واخرج المسدس وقال هذا الدرس الأول وقفت فاتح فمي وأنا أراه يحمل المسدس فقلت له وبلغة لطيفة ممكن ان اعرف من معي فقال معك (M.M) ضابط في المخابرات المركزية………..يتبع