جدل كبير ذلك الذي خلقه قرار وزارة الداخلية المغربية بالبحث في هويات الأشخاص “المتورطين” في القيام بترويج صور للأشخاص المصابين بجروح في حروب الشخص الأوسط على أنها حدثت بمدينة الحسيمة.
وقالت الوزارة في بيان لها نشرته العديد من المواقع المحلية :”فتح بحث من طرف السلطات المختصة لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في ترويج بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صور لأشخاص مصابين بجروح في أحداث إجرامية مختلفة وأخرى توثق لوقائع جرت ببعض مناطق الشرق الأوسط والادعاء كذبا أنها تتعلق بأعمال عنف ووقائع تعذيب ممارسة من قبل القوات العمومية بإقليم الحسيمة”، موضحة :”نظرا لخطورة هذه الأفعال والأخبار المغرضة التي من شأنها تضليل الرأي العام والتأثير سلبا على الإحساس بالأمن وإثارة الفزع بين المواطنين”.
وتابعت الوزارة :” تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الإفتراء ات والمزاعم قصد ترتيب الآثار القانونية”.
وفي سياق متصل، هاجم منتدى الكرامة لحقوق الإنسان وزير الداخلية المغربي عبد الوالي الفتيت بعد هذا البلاغ، مطالبا إياه بالتزام الصمت وعدم الحديث باسم النيابة العامة في ملف الحسيمة.
وقالت الهيئة في بلاغ لها :”ظاهرة إصدار بلاغات من طرف وزارة الداخلية بخصوص فتح مساطر أبحاث قضائية”، هو “تعد صارخ على استقلالية النيابة العامة والتي هي جزء من السلطة القضائية المستقلة عن السلطة التنفيذية بصفة عامة وعن سلطة وزير الداخلية على الخصوص”، مشيرة :”البلاغ أن تكرار إصدار بلاغات عن وزير الداخلية بخصوص فتح مساطر قضائية في ما يراه الوزير من منظوره الخاص مخالفات للقانون الجنائي، هو “محاولة متدرجة لفرض وصاية بحكم الأمر الواقع على عمل مسؤولي النيابة العامة في مختلف المحاكم، والذين يحق لهم وحدهم التصريح للعموم بخصوص الأعمال القضائية التي يقومون بها”.
وتابع بلاغ “منتدى الكرامة” :””هذا السلوك المتكرر لوزير الداخلية، هو تهديد خطير لاستقلالية النيابة العامة ومحاولة مستهجنة لتوجيه عملها، وخاصة بعد بلاغه الأخير حول نشر صور وفيديوهات مرتبطة بالتدخلات الأمنية في إقليم الحسيمة، والتي تقوم بها قوات عمومية تعمل تحت الأوامر المباشرة لوزير الداخلية”.
من جهته علق خالد البكاري، الناشط الحقوقي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بالقول :”داخلية لها الحق في أن تتابع من يفبرك صور لتشويه سمعة الأمن، والمناضلين من واجبهم عدم التساهل مع أي فبركة لصورة أو خبر ،لأننا لا نناضل بالاختلاق”، مضيفا :”لماذا سكتت الداخلية عن تهديدات الدريبي (محلل نفسي هدد قائد الحراك الزفزافي بالقتل)، وكذا سكتت عن صور وفيديوهات التهديدات بالسكاكين والمسدسات في حق النشطاء، لماذا لم تتابع القناة الأولى التي استغلت صور شغب مباراة كرة قدم لتلصقه بحراك الحسيمة؟”.
وتابع البكاري :”التدخلات العنيفة وثقاتها الصحافة المحلية والأجنبية والتقارير الحقوقية، وحتى مبادرات الوساطة.. حشومة تخرج الداخلية بيان تهديدي حول تصرفات معزولة، وتسكت على تهديدات مكشوفة بالقتل بما فيها تهديدات صادرة عن رجل أمن ؟؟”.