المضادات الحيوية على شاكلة الحقن، مسكنات الألم، بخاخات الربو، هي عينات لأدوية غابت عن الصيدليات الوطنية وتسببت في تذمر كبير عند المرضى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة يحتاجون للاستعمال اليومي لهذه الأدوية، وهو الوضع الذي يشتكي الصيادلة من تأثيره المهني والمعنوي بالنظر إلى الضغط الذي يسببه، في الوقت الذي سلمت نقابة الصيادلة قائمة بـ 200 دواء مفقود لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأربعاء الماضي.
وكشف ممثل نقابة الصيادلة مراد شابونية، اليوم الجمعة للشروق، أن ” قائمة بـ200 دواء مفقود، تشمل على وجه خاص أدوية الأمراض المزمنة بأنواعها، والأمراض القلبية والجلدية، والسرطانية وقطرات العيون، إلى جانب المضادات الحيوية، مما تسبب في معاناة كبيرة للمرضى من جهة وخسارة الصيادلة من خلال تراجع رقم أعمالهم بنسبة تقدر بـ40 بالمائة خلال السداسي الأول من سنة 2018.
ومن جهة أخرى، ونظرا لصعوبة الحصول على الأدوية، انتشرت في الأشهر الأخيرة نداءات بالجملة يترجى فيها أصحابها الحصول على أدوية تتوقف حياتهم عليها، وهذا بعد أن ضاقت بهم كل السبل وهم يترددون يوميا على الصيدليات، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة على غرار هؤلاء الذين يعانون من الربو، حيث إنه يستحيل الحصول على بخاخات من نوع “فلوكسوتيد جرعة 50 ملغ” الموجهة لمرضى الربو من الأطفال.
ومن جهته، أكد ممثل نقابة الصيادلة الخواص لـ”الشروق” أنه من بين 200 دواء مفقود، على غرار المضادات الحيوية تسجل تراجعا عبر الصيدليات، فإلى جانب المضاد الحيوي “جوساسين” هناك أكثر من ثلاثة أنواع أخرى مفقودة، والغريب أنها منتجة محليا، ومع هذا فهي غير متوفرة، رغم الأهمية التي تكتسيها، وفي هذه الفترة بالذات، حيث يؤدي الانتقال بين الفصول إلى تسجيل إصابات واسعة في اللوزتين أو التهابات الأذنين التي تقتضي تناول هذه الأخيرة بالنظر إلى استمرار الحمى وعدم فاعلية الأدوية المسكنة لها في إخفاء الأمراض بسبب قوة الالتهابات.
وخلال المتابعة الميدانية والتحليل الدقيق للوضعية من طرف القائمين على خلية اليقظة فإن من بين الأسباب الرئيسية لهذه الندرة، يضيف المتحدث “نجد أن بعض المتعاملين لا يحترمون دفاتر الشروط فيما تعلق بتوفير مخزون احتياطي من الدواء لمدة 90 يوما”.