عقب إعادة انتخاب عبد القادر بن صالح، رئيسا لمجلس الأمة، دعا أعضاء هيئته التشريعية إلى المساهمة في تحفيز المواطن على إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال السيد بن صالح مخاطبا أعضاء مجلس الأمة : “يأتي انتخابكم ضمن مجلس الأمة متزامنا مع استحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات الخمس القادمة، فحاولوا بوزنكم ومكانتكم بين أفراد الشعب أن تساهموا في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد”.
وأضاف ان انتخاب اعضاء المجلس الجدد “يأتي في ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصادية جد صعبة”، مؤكدا أن الامر يجعل دورهم ضمن الهيئة “حساسا وصعبا في نفس الوقت”، مطالبا اياهم ب”مراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها”.
كما أكد السيد بن صالح أن اعضاء المجلس مطالبون ايضا ب”مراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الضاغطة”، مشددا على أن “روح المسؤولية تحتم عليهم المساهمة في اقتراح صيغ حلول للمشاكل المطروحة”.
من جهة أخرى، دعا السيد بن صالح أعضاء المجلس الجدد (المنتخبون ضمن التجديد النصفي والمعينون في اطار الثلث الرئاسي) الى “مراعاة قواعد العمل المعمول بها ضمن الهيئة”، مبرزا ان هذه الهيئة “تسير وفق قواعد عمل متبعة وقوانين مرعية”، كما تتمتع ب”رصيد تجربة غنية”، حاثا اياهم على “تعزيز هذه التجربة وتطعيمها بتجربتهم الشخصية”.
كما طالبهم بأن يكون عملهم ضمن المجلس “متكاملا” مع عمل بقية مؤسسات الدولة، مناشدا اياهم بالعمل في إطار “النسق القانوني المؤدي إلى تعزيز ركائز دولة الحق والقانون، وبما يتماشى مع متطلبات الدولة الحديثة المتفتحة على العالم والمحافظة في نفس الوقت على ثوابتها الوطنية”.
وفي ذات السياق، قال رئيس المجلس لدى تطرقه الى انتخابات التجديد النصفي لأعضاء المجلس أن “ما برز واضحا من نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة تمثلَ هذه المرة في تأكيد التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية”، الأمر الذي سيساهم –مثلما أضاف– في “تأكيد الاستقرار للهيئة وتحقيق الأداء المنسجم لهياكلها”.
ولدى تطرقه الى تشكيلة المجلس، أعرب السيد بن صالح عن “ارتياحه لتواجد الرأي المخالف ضمن الهيئة”، معتبرا إياه بمثابة “ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني”.
وأعرب عن أمله في أن “تساهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية ضمن هيئتنا وتثري الأداء البرلماني فيها”، معتبرا أن مجلس الأمة “فضاء واسعا للحكمة ومكانا مفضلاً للحوار ومنبرا للنقاش”، كما يشكل “مدرسة كبيرة وإطارًا مواتيًا للممارسة الديمقراطية والأداء السياسي المسؤول وكذا حصنًا منيعًا لحماية نظام بلادنا الجمهوري ووحدتها الوطنية”.
كما رحب رئيس المجلس ب”كل المبادرات الجيدة والأفكار البناءة”، حاثا اعضاء هيئته على “البقاء على صلة بالمواطن وتحسس انشغالاته المشروعة، ناهيك عن الاجتهاد معا ضمن الهيئة للبحث عن صيغ الحلول المشتركة لقضايا المجتمع الأساسية من خلال إصدار قوانين ناجعة تعالج مشاكل المواطن وتراعي مصلحة الوطن في آن واحد”.
كما ذكر رئيس المجلس ان الانتماء الى هذه الهيئة “يأتي متزامنا مع فترة تعرف البلاد فيها تحديات كبيرة ومهام عديدة من شأنها أن تقوي دور أعضاء مجلس الأمة ومسؤوليتهم الوطنية، سيما وأن هذه الاهمية تبرز عندما نقرنها بالإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية بكل ما سيترتب عنها من مشاريع نصوص قانونية ستبرمج في دورات البرلمان القادمة”.
ولم يفوت السيد بن صالح المناسبة ليسدي شكره لرئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه حين عيننه ضمن قائمة الثلث الرئاسي لمجلس الأمة.