تشتد الصراعات بين الحرس القديم وصقور السلطة على خلافة بوتفليقة خالقة تضاربا للقراءات حول الحرب المشتعلة بين الذراعين العسكري والسياسي بين التكتيكات الانتخابية لاستقطاب أنصار الموالاة وبين الحسابات المتعلقة للحرس القديم بخلافة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في ابريل 2019.
في خضم لجة التدافع الطبيعي الذي يرافق أي عملية انتخابية وخاصة التي تتعلق بالرئاسة يجتهد البعض في حشد كل آلياته لاستباحة خصومه واستعمال كل الوسائل التي تمكنه من كسر عظامهم ولو اقتضى الامر امتهان الكذب واحتراف الإفتراء واستباحة الأعراض وانتهاك الحرمات لكن اللافت في الحملات التي يتعرض لها المعارضين للعهدة الخامسة في هذه المرحلة التي تفصلنا عن فترة الحملة الانتخابية الرسمية بعد أن أعيى أصحابها ركوب كل تلك الموبقات هو دأب البعض في هذه المرحلة بالذات على اختلاق ثنائية مقيتة تسعفه في بناء ركام من الاوهام وتشييد قصور من الزيف لا تصمد أمام الجلي من الحقائق ولا تسندها الوقائع ولا تقبلها العقول المستنيرة بنبراس التمحيص والمتكئة على البينات من الوقائع والحقائق هذه الثنائية تنبني على ادعاء وجود فصيلين داخل اصحاب العهدة الخامسة يستدعيان فرزا داخليا ينتج تقاطبا حادا بين تيار للحمائم وآخر للصقور لخلق جاذبية ذات مردودية لهذا النوع من الإدعاء لأنه بكل بساطة لا يوجد بين القنافد أملس.
تضاربت القراءات المقدمة في أسباب وخلفيات التلاسن بين قطبي معسكر العهدة الخامسة بين من يرجعها إلى تكتيك انتخابي سرعان ما يتم احتواؤه بعد الموعد الانتخابي لأن مصلحة الجميع في الاستمرار الرئيس بوتفليقة وبين من يرى أن المسألة تنطوي على حسابات سياسية حساسة تتعلق بخلافة بوتفليقة في ظل الطموحات غير الخفية لأحمد أويحيى في اعتلاء المؤسسة وتمهيد حزب الأغلبية الحالي لمرشحه المستقبلي وقطع الطريق على أويحيى وتتحدث مصادر سياسية عن أن القيادة الحالية في جبهة التحرير الوطني رغم تخفيها في عباءة بوتفليقة وطرح العهدة الخامسة كخيار قوي إلا أن الكواليس تعمل على تمهيد الطريق أمام شخص مفاجئة لخلافة بوتفليقة.