اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الوضعية الحقوقية بالجزائر وضعية قاتمة وخطيرة من خلال تقريرها العالمي السنوي حول الممارسات الحقوقية بالعالم لسنة 2018 وانطلقت المنظمة الحقوقية في التوثيق للأوضاع الحقوقية بالجزائر من احتجاجات مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية أبانت في تعاملها مع هذه الاحتجاجات عن تناقض تسامحها مع المعارضة العلنية (التي صنعها النظام) من خلال ردها على هذه الاحتجاجات بالقمع والعنف وأكدت أن السلطات العمومية التجأت إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وقالت إنها وثقت في 2017 و2018 عدة حالات استخدام مفرط للقوة في تفريق احتجاجات أفضت إلى اعتقال متظاهرين سلميين لأسباب مثل التظاهر بدون ترخيص والاعتداء على رجال الأمن وجاء التقرير كالأتي.
حرية التجمع : تنتهك السلطات الجزائرية بشكل روتيني الحق في حرية التجمع رغم الضمانات الدستورية التي تكفل هذا الحق حيث يعاقب قانون العقوبات تنظيم مظاهرة غير مرخص لها في مكان عام أو المشاركة فيها بالسجن لمدة تصل إلى سنة واحدة (المادة 98).
حرية التعبير : حاكمت السلطات عددا من الجزائريين منهم صحفيين بسبب التعبير النقدي ما بين 2016 و 2018 حيث في 9 اوت 2016 أيدت محكمة الاستئناف في الجزائر حكما بالسجن لمدة سنتين على محمد تاملت وهو صحفي مستقل يحمل الجنسيتين الجزائرية والبريطانية بسبب شريط فيديو نشره على “فيسبوك” يضم قصيدة اعتُبرت مسيئة للرئيس الجزائري توفي تاملت في السجن في 11 ديسمبر 2016 بعد إضراب عن الطعام احتجاجا على إدانته حيث أصرت أسرته على أن الإهمال وسوء المعاملة ساهم في وفاته كما حاكمت السلطات الجزائرية مرزوق تواتي وهو مدوّن ومحرّر لموقع “الحقرة” حيث اعتقلت قوات الأمن الجزائرية تواتي في منزله في مدينة بجاية الساحلية في 18 يناير 2017 بحسب محاميه واستجوبت قوات الأمن تواتي بشأن شريط فيديو نشره على الإنترنت يوم 9 يناير تضمن مقابلة عبر الهاتف مع متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ذكر فيها أن لدى إسرائيل مكتب اتصال في الجزائر يعود لما قبل عام 2000 أمرت محكمة في بجاية في 22 يناير 2017 بحبسه احتياطيا بتهمة إجراء مع عملاء دولة أجنبية مخابرات من شأنها الإضرار بالمركز الدبلوماسي للجزائر وتحريض السكان على حمل السلاح والتحريض على التجمهر مازال محتجزا في سجن وادي غير بانتظار المحاكمة.
اللاجئون والمهاجرون : في الفترة من أوت إلى أكتوبر 2018 جمعت السلطات أكثر من 3000 مهاجر من جنوب الصحراء من جنسيات مختلفة يعيشون في العاصمة وحولها ونقلتهم إلى مخيم تمنراست على بعد 1900 كيلومتر إلى الجنوب ونقل بعضهم من هناك إلى النيجر من بين الذين نُقلوا قسرا إلى تمنراست مهاجرون عاشوا وعملوا لسنوات في الجزائر طردت السلطات عدة مئات منهم إلى النيجر بطريقة وحشية وغير انسانية.