أكد مدير المركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الارهاب (الكايارت), الممثل الخاص للاتحاد الافريقي للتعاون ضد الارهاب, لاري غبيفلو-لارتي اسك, يوم الثلاثاء, أن الجزائر باتت تنعم اليوم بالسلم والأمان بفضل حكمة قيادتها الرشيدة, التي أعطت درسا في مكافحة ظاهرة الإرهاب تحتذي بها دول إفريقيا والعالم ككل.
وأضاف السيد لاري-غبيفلو, في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش أشغال الاجتماع الـ12 لنقاط الارتكاز للكايارت تجري أشغالها في جلسة مغلقة بالجزائر العاصمة, “أن الأوضاع الامنية في الجزائر اليوم باتت معلومة للعامة والخاصة وهي تتسم بالسلم والامن”.
وحسب مدير المركز فإن التحدي الكبير الذي تواجهه الجزائر, هو محاولة بعض الجماعات الارهابية اغتنام النشاط الديني الاسلامي لا سيما لدى شريحة الشباب والفئات الهشة من المجتمع, لـ”نشر الافكار المتطرفة”, غير أنه استطرد قائلا.
“إن الحكمة الرشيدة للقيادة الجزائرية والاجراءات الملموسة التي اتخذتها في المجال مكنت الدولة من التحكم الجيد في هذه المعضلة, و هي تعمل اليوم جاهدة لمنع انتشارها وسارعت في استيعابها”, و هو – كما اضاف- “ما ساهم في تحديد
الوضع الامني في الجزائر”.
وأشار مسؤول الكايارت إلى أن المنطقة الافريقية, اليوم تحتاج إلى قادة في مستوى رئيس الجمهورية الجزائرية, عبد العزيز بوتفليقة, إذ “نحن اليوم محظوظون جدا” باستفادتنا من التفوق الذي يتمتع به “بطل معركة محاربة الارهاب ضمن الاتحاد الأفريقي”, معربا عن اعتقاده بأن الدول الأخرى تستفيد من هذه التجارب في اطار الشراكة الاقليمية والدولية لمكافحة الارهاب.
وعليه, اعتبر ممثل الاتحاد الافريقي لمحاربة الارهاب, أن هذه الحكمة في السيطرة على الظاهرة ومحاربتها والوقاية منها أضحت “قدوة” تحتذي بها دول القارة الافريقية ودول العالم ككل.
أما بالنسبة للأوضاع الأمنية في إفريقيا, فقد أكد السيد لاري-غبيلفو أن هناك الكثير من الصعوبات التي لازالت تعاني منها القارة, والتي تتعلق في أغلب الاحيان بالتشدد الديني والتطرف العنيف, لا سيما كما هو الوضع في منطقة الساحل وليبيا وشرق افريقيا, مبرزا ان القارة بدأت اليوم تواجه المزيد من التهديدات في كل من تنزانيا و الموزمبيق.
أما عن الاهداف التي تمكن الاتحاد الافريقي من تحقيقها منذ انشائه سنة 2004 , أشار مديره العام الى انه يفترض أن يكون المركز قد حقق الكثير في مساعدة الدول الأعضاء على زيادة قدراتها لمكافحة ظاهرة الارهاب, وهذا بفضل التعليمات المحددة التي يتلقاها من الاتحاد الافريقي, كوضع بنك معلومات عن الحالة الامنية في كل بلد, وإدارة دورات تدريبية وورش عمل وحلقات دراسية .
ولتسيير قدرات كل دولة عضوة, “فإننا نلزم الدول بضمان وضع القوانين والتشريعات الضرورية لمكافحة الظاهرة وخلق الاليات والمؤسسات المتخصصة لتطبيقها, مع وضع الاستراتيجيات لمكافحة الظاهرة مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة التطرف العنيف, والتشدد التي تعتبر من أهم العوامل المساهمة في تنامي الارهاب, مشددا على ان المركز يركز اليوم على التحديات ويضع منهج عمل للخطوات المستقبلية لا سيما في مجال الحفاظ على حقوق الانسان.
للإشارة, انطلقت صباح يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, أشغال الاجتماع ال12 لنقاط الارتكاز للمركز الافريقي للدراسات والابحاث حول الإرهاب, لبحث محور “تعزيز التوازن بين مكافحة الارهاب واحترام حقوق الانسان في القارة الافريقية”.
وسيعكف المشاركون, خلال يومين من الأشغال في جلسات مغلقة, على دراسة حصيلة النشاطات السنوية للمركز, وتحليل الوضع الحالي لمكافحة ظاهرة الإرهاب في القارة الافريقية وتحسين التعاون والتنسيق بين الدول في مجال مكافحة الظاهرة مع تحديد سبل و طرق ترقية آليات مكافحة الارهاب, إضافة الى بحث تعزيز التوازن بين مكافحة الارهاب واحترام حقوق الانسان في القارة.