في كلمة للمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل يوم الأحد بالجزائر العاصمة ، قرأها نيابة عنه مدير الاستعلامات مراقب الشرطة جيلالي بودالية بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ليوم 16 أبريل،أكد على ضرورة ترقية وتعزيز التكوين العلمي لفائدة عناصر الشرطة من خلال تلقينهم معارف علمية لمواكبة الحداثة و العصرنة أثناء أداء المهام.
و أوضح اللواء هامل في كلمة أن “المؤسسة الأمنية جعلت من تكوين أفراد الشرطة وتلقينهم بالمعارف العلمية من أولى اهتماماتها، و ذلك بتحيين البرامج لمواكبة الحداثة و العصرنة والتمكن من إعداد النخب و تكريس المفاهيم الحديثة في العلوم الشرطية ومد جسور التواصل مباشرة مع عمق المجتمع والسماح بتطوير المصالح العملياتية بوتيرة أسرع لتصبح حقول علم تنمو فيها الأفكار وتكون زارعة لبذور الأمن” .
و شدد المدير العام للأمن الوطني على ضرورة جعل العلم يساهم في تعزيز البحث حتى يصبح الفرد عنصرا مفيدا لنفسه وللمجتمع فيجعله مصدرا للتوجيه والاستشارة الصائبة.
و أشاد اللواء هامل بالمناسبة بدور “العلماء الذين نالوا بالدرجة العليا في ترتيب المجتمعات عرفانا وتقديرا لما ساهموا به لفائدة البشرية وتوجيهها “، مذكرا في هذا الإطار ب مكانة العلامة المرحوم عبد الحميد ابن باديس الذي وافته المنية في 16 أبريل 1940 في مجال تنوير المجتمع وتوعيته أثناء الحقبة الاستعمارية لحماية الهوية ومكافحة الجهل و الأمية وتعزيز التربية الحقيقية وزرع حب الوطن لدى أبناء الجزائر من أجل التصدي للاحتلال الذي أراد “طمس هويتنا ووجودنا الجغرافي” .
ودعا بالمناسبة إلى جعل ذكرى يوم العلم “وقفة تأمل لمعرفة مدى دور العلم في بناء الأمم و الاستدراك بان قوة الشعوب تكون بالعلم وأن بسط الهيمنة ليس بالقوة العضلية ولكن بالتميز والعلم والابتكار”، مشيرا إلى أن “رفاه المجتمعات و إنمائها يتأتى بالتسلح بالعلم والمعرفة حتى لا تبقى هذه المجتمعات رهينة لهيمنة خارجية من تلك الأمم التي بلغت دورة التقدم والرقي ففرضت على الآخرين تبعيتها حتى في لقمة العيش”.
وشدد اللواء هامل على أهمية “تعزيز العلم والحاجة الماسة إلى المزيد من الارتواء من منابعه كما ظل يؤكده رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في عديد المناسبات”، مؤكدا في نفس الوطن بأن قطاع الأمن الوطني يبقى دوما “يبجل العلماء ويجعلهم شركاء فاعلين في جميع الورشات العلمية للدفع بالمؤسسة الأمنية إلى مزيد من التقدم والرقي خدمة لأمن المواطن والوطن والتمكن من مواجهة كل التحديات “.
بالمناسبة، ألقى الأستاذ الجامعي والباحث محمد طيبي محاضرة فكرية بعنوان “دور العلم في ترقية التوعية وترسيخ الثقافة الأمنية”، أكد فيها على ضرورة “الاستلهام بالعلم في مختلف المجالات من اجل التمكن من توحيد المجتمع وحماية رابطة الهوية والحفاظ على الاستقرار و الأمن”.
وشدد الأستاذ طيبي على وجوب تعزيز استعمال وسائل تكنولوجيات الإعلام الحديثة لأنها تعد وسيلة حقيقية في تعزيز درجة الوعي والتوعية والاستفادة من كل المعارف والمعلومات المتوفرة، مبرزا في نفس الوقت ضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتكريس روح المواطنة ودعم التكوين لفائدة عناصر الأمن.