انتهت مساء أمس الخميس، على على الساعة الثامنة مساء عملية الاقتراع الخاص بانتخابات المجالس الشعبية البلدية و الولائية، و التي جرت في ظروف عادية باستثناء تسجيل عدد من التحفظات من قبل بعض الاحزاب السياسية، لتنطلق عملية فرز الأصوات عبر كل الولايات.
و قد انتهى الاقتراع على الساعة السابعة من مساء أمس في ثلاث ولايات وهي ميلة وخنشلة وإليزي، في حين تم تمديد العملية الانتخابية في 45 ولاية إلى غاية الساعة الثامنة مساء.
وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي قد أعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية على المستوى الوطني على الساعة الخامسة مساء بلغت 33.26 بالمائة للمجالس الولائية34.46 بالمائة للمجالس البلدية، مسجلا بذلك ارتفاعا في نسب المشاركة بالمقارنة مع الانتخابات المحلية لسنة 2012.
و أوضح السيد بدوي في تصريح للصحافة أن ارتفاع نسبة المشاركة يعكس مدى اهتمام المواطن بهذا الموعد الهام، داعيا المواطنين إلى المساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي “المهم جدا” و”التحلي بمستوى عال من روح المسؤولية”.
وقد عرفت عملية الاقتراع إقبالا متفاوتا من ولاية إلى أخرى حيث جاءت في مقدمة المشاركة على الساعة الخامسة مساء ولاية تندوف ب28 ر50 بالمائة بالنسبة للمجالس البلدية و 99 ر49 بالمائة بالنسبة للمجالس الولائية و أدرار ب72 ر49 بالنسبة بالنسبة للمجالس البلدية و 14 ر49 بالنسبة للمجالس الولائية، في حين تم تسجيل أدنى نسبة بولاية الشلف بنسبة 81 ر 26 بالنسبة للمجالس البلدية و 26 ر41 بالنسبة للمجالس الولائية وولاية الجزائر ب20 ر79 بالمائة بالنسبة للمجالس البلدية و 19 ر 79 بالمائة بالنسبة للمجالس الولائية.
من جانب آخر، فقد تم توقيف عملية الاقتراع للانتخابات المحلية مؤقتا ببوجليل الواقعة على بعد 80 كلم جنوب غرب بجاية بعد قيام مجموعة من المنتمين لإحدى التشكيلات السياسية المحلية بتخريب عدة صناديق حسب مصالح الولاية.
واحتج المخربون أساسا من “نقص أوراق التصويت المخصصة لتشكيلتهم” بالإضافة إلى وجود في نفس الاماكن “أوراق بعدد مضاعف خصصت للحزب المنافس” مشككين في “تفضيل الإدارة المحلية له”.
و أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال أن عدد الإخطارات التي أبلغ بها النائب العام بلغت 16 إخطارا من بين 690 تدخل قامت بهم الهيئة طيلة عملية الاقتراع، مشيرا إلى أن عدد الاخطارات قليل مقارنة بتلك المسجلة خلال الانتخابات التشريعية الماضية.
وكان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قد أدى في حدود منتصف النهار- واجبه الانتخابي بالمدرسة الابتدائية محمد البشير الابراهيمي بالأبيار بالجزائر العاصمة.
كما دعا رئيس الدولة عشية هذا الموعد الانتخابي إلى “المشاركة بقوة” في هذه الاستحقاقات، مذكرا بأن المجالس المحلية المنتخبة للسنوات الخمس المقبلة “ستكون، ميدانيا، أداة لتثمين الموارد العمومية لفائدة المواطنين وخطوة أسياسية لعصرنة الخدمة العمومية التي سخرتها البلاد لصالح مستخدمي الدولة”.
بدوره، كان الوزير الأول أحمد أويحيى أول من أدى واجبه الانتخابي بين أعضاء الطاقم الحكومي و رؤساء الأحزاب السياسية، حيث دعا المواطنين انطلاقا من متوسطة باستور (الجزائر العاصمة) إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل اختيار ممثليهم على مستوى المجالس البلدية و الولائية، باعتبارهم “أصحاب القرار في هذا الاختيار”.
و في تصريح للصحافة عقب ذلك، شدد أويحيى على أن “الكلمة و القرار اليوم في يد الشعب ،والقيام بواجب الانتخاب الذي لا يستغرق الكثير من الوقت سيكون له الأثر على تسيير شؤون المواطنين طيلة خمس سنوات”.
وفي ذات الإطار، أدلى كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي بأصواتهم، بالإضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني ،السعيد بوحجة، الذي أكد أن القيام بهذا الواجب الوطني يعد مساهمة ترمي إلى” تكريس الديمقراطية وتفعيل دور المجالس المحلية المنتخبة التي تعد مؤسسات هامة تعنى بتقديم خدمات للمواطن و الوطن”.
من جانبهم، دعا قادة أحزاب سياسية خلال أداء واجبهم الانتخابي المواطنين إلى “المشاركة بقوة” في هذا الاستحقاق الانتخابي للمشاركة في بناء الوطن وتحسين تسيير الجماعات المحلية. ويتعلق الامر بكل من حزب جبهة التحرير الوطني، تجمع أمل الجزائر، الحركة الشعبية الجزائرية، حركة مجتمع السلم، طلائع الحريات والجبهة الوطنية الجزائرية.
و كانت مكاتب التصويت قد فتحت أبوابها على الثامنة صباحا من نهار اليوم عبر كامل التراب الوطني لاستقبال نحو 23 مليون ناخب مدعوون لاختيار ممثليهم على مستوى 1.541 مجلس شعبي بلدي و48 مجلس ولائي، فيما تستمر عمليات التصويت على مستوى المكاتب المتنقلة التي سخرتها الإدارة لاستقبال الناخبين القاطنين بالمناطق البعيدة بالجنوب الكبير وتمكينهم من اختيار ممثليهم الجدد بالمجالس المنتخبة المحلية والتي كان قد شرع فيها الاثنين المنصرم.