منزل الشيكور / روسيا :… قطع حديث الشيكور صوت الساعة الحائطية وهي وتدق معلنة عن منتصف الليل تماما وبداية ساعات الصبح أرسلت رسالة نصية عبر الهاتف المحمول إلى زوجتي هيلين أوضح لها سبب تأخري وأنه يمكن لي أن أبيت الليلة عند صديقي الجزائري وأن كل شيء على ما يرام ولا داعي للقلق مستغلا هدوء الشيكور وإنشغاله بوضع الحطب في المدفئة لتدفئة الغرفة وجاء رد من هيلين على رسالتي تقول بأنها ستنام في غرفة سيرينا وأن الأمور على ما يرام في البيت عاد الشيكور إلى جلسته السابقة وبادرته بسؤال كان يشغلني إذن إلتقيت بقائد السجن وكيف نجوت من الموت وأنت وسط جهنم أجابني حتى أنا كنت مثلك فقد كنت أنتظر الموت في كل لحظة وإزداد خوفي كثيرا حين إلتفت إلي القائد وهو يحمل المسدس ثم أخد نفسا عميقا وبدأ يحكي مغامرته مع النظام من جديد…
الشيكور / سجن العاصمة … وإلتفت إلي ويده تحمل مسدسا وعيناه تقطر من الشر وقال لي وهو يصرخ من الغضب بهذا المسدس بهذا المسدس قلت في نفسي وأنفاسي تتلاحق بسرعة من شدة الموقف وقلت في نفسي بهذا المسدس سوف تقتلني هيا عجل بذلك فقد سئمت هذه اللعبة السخيفة ثم قال الضابط بهذا المسدس تخلصنا من أكبر معارض لنا في البلاد قالها القائد وهو ينتفخ مزهوا بهذا المسدس قتلتم المعارض والأن حان دوري أنا أيضا يا إبن الكلاب ثم رفع المسدس ووضعه أمام عيني وهو يقول أوَ تدري لمن يعود هذا المسدس نظرت إلى المسدس متفحصا فإذا بي كأنه المسدس الذي أخدته للعجوز الثري ولكني حاولت الإنكار فقلت للقائد مصطنعا للإستغراب لا يا سيدي لم يسبق لي رؤية مثل هذا المسدس أطلق القائد ضحكة جنونية وهو يقول أه منك أيها الماكر لا تخف فبفضلك تخلصنا من أكبر معارضينا المثقفين في البلاد وأكثرهم ضجيج وبلبلة نظرت إليه مستغربا غير مستوعب ما يقول فقال لي موضحا إن الأستاذ الجامعي الذي قتلت كان هو أكبر خطر يهدد بقائنا وعملنا في البلاد كنا نبحث عنه ونتتبع أثره عن قرب محاولين إستغلال أي فرصة لتصفيته ثم إقترب مني أكثر ونظر لي بامتنان حتى دخل عندك البار وقمت بقتله حينها قام القادة الكبار حفلا على جنازته وقرروا أن يكافئوك على عملك هذا زادت حيرتي وإستغرابي من كلام القائد فبعد ما كنت أنتظر الموت والمشنقة ها أندا الأن أنتظر جائزة ومكافئة ومن أعلى سلطة في البلاد…
نظرت إليه بحذر وغير واثق من كلامه فمتى كانت الثعابين تعطي هدايا سيدي ما المطلوب مني الأن نظر إلي نظرة ذات مغزى وهو يقول أنت الأن مواطن جزائري حر نظرت إليه غير مصدق ما أسمع وأكمل حديثه قائلا ولقد أفرجنا عن كل رجالك المسجونين عندنا وأرسلنا حورية إلى مستشفى العاصمة لتجري الفحوصات وتتلقى الرعاية المطلوبة ولقد زوجناها إياك بعقد رسمي شرعي وها هو العقد أمامك على المكتب إقترب لا تخف أنظر في العقد وسترى أننا نعتني بأبنائنا أبناء الجزائر وأطلق ضحكة ساخرة تأكدت من سلامة العقد فلقد وجدت إمضاء حورية وحتى إمضائي ولم أستغرب لأني قبل أن أدخل السجن قاموا بإمضائي على أوراق لم أرها ولما سألتهم قالوا لي روتين العمل الأن سوف يخرج إبني للدنيا وهو إبن شرعي وببركة من الدولة ونظامها إلا أن الشك والحذر مازالا يلعبا في رأسي وقال لي القائد أجبني بصراحة ماهي طموحاتك وأمالك التي تود تحقيقها أجبته وأنا أفكر أن تكون لدي ثروة هائلة من الأموال وأن أغير تجارتي الحرام إلى تجارة حلال ترضي الله والدولة وأن أجوب العالم كرجل أعمال وكسائح…
نظر إلي القائد بغضب وكأن جوابي لم يعجبه وقال لي بصرامة إسمع يا هذا نحن هنا في الجزائر وتحت إمرة قادتنا العظام نعمل بما لا يرضي الله ولا يرضي الشعب ولا تأتي في الوقت الذي نحتاجك وتتوب أنت فق من غفلتك وإلا بقرار صغير أعيدك للزنزانة كتمت دهشتي وقلت له مستدركا إعذرني يا سيدي أنا مجرم إبن مجرم وما قلت لك هذا الكلام إلا لأكسب ودك وقربك نظر إلي بعينين محمرتين وهو يقول هكذا إرجع لرشدك ستعود إلى حانتك وإلى تجارتك كما كنت في السابق مع تعديل بسيط سألته بحذر و ما هو هذا التعديل يا سيدي أجابني وهو ينظر في عيني مباشرة ستشتغل في تجارة الكوكايين ستغرق الجزائر في بحر من الكوكايين ستجعل أبناء وبنات الشعب ينفقون ما وراءهم وما أمامهم من أجل بياض الكوكايين سنجعلهم يبيعون شرفهم وذمتهم والأهم من هذا أن نغيب عقولهم وإدراكهم للأمور سنجعلهم يدمنون عليها حتى يصبحوا قرابين جاهزة للموت في سبيل خلود نسلنا نحن نسل القادة العسكر وأطلق ضحكة شيطانية جاءت من أسفل الجحيم جعلت جسمي كله يرتعش من هول هذا المشروع الشيطاني الذي يستهدف أمتنا الضعيفة لم أكن حينها ناضج مثل الأن ولا أتوفر على ذرة شفقة في قلبي كنت ذئبا جائعا لعبت به أيام الفقر والجوع والحرمان وأثار عراكاتي القديمة من أجل لقمة الخبز أو عقب سيجارة مازالت تذكرني بالحݣرة والحقد الذي نما وكبر في قلبي وفي عقلي حتى أصبحت ألة بشرية قاتلة لا هم لها سوى الثروة وتحصيل المال بأي طريقة كانت ولو على حساب إبادة شعب الجزائر بأكمله ولا ألوم نفسي أو أهلي ولا حتى عشيرتي بل أنا صنيعهم وإبنهم الغير الشرعي أجل صنيع سياسة النظام وفساده فلقد رسموا خطة لإخراج الألاف من الأجيال مثلي وقد نجحوا في ذلك تماما قطع حبل أفكاري القائد وهو يسألني لقد وضحت لك الأن الأمور كلها وكشفت لك عن سياسة القادة ونظامها والأن أصبحت إبن النظام الغير الشرعي هل ستقبل بهذا الأن أم …. ؟أجبته بلا تردد يحيى النظام ويحيى الجنرالات أطلق القائد ضحكة شيطانية أخرى وهو ينتفخ كطاووس مزهو بريشه وهو يقول الأن دشنت دخولك إلى عالم العسكر بأجمل شعار وأصبحت واحد من خدامنا المقربين أنت الأن إبن غير شرعي ولكن مع المدة سوف تصبح إبن شرعي لنا مائة بالمائة وعاد إلى ضحكته المرعبة أما أنا فتذكرت كلامي على تحالفي مع الصهاينة للخروج من هذه الورطة إلا أنني إكتشفت أن هؤلاء الجنرالات أشد شرا على الأمة من الصهاينة…يتبع