ملاحظة هامة / أولا شكرا كثيرا لكل زوارنا الأعزاء ثانيا سنجيب على بعض الاستفسارات فهناك من يقول أننا نقلب المواجع ونفتح الجراح القديمة ومنكم من قال هذه فتنة أيادي خارجية نقول لكل هؤلاء نحن فقط نريد أن نتعلم من أخطاء الماضي لأن المسلم لا يلدغ من نفس الجحر مرتين وثانيا هناك ثلاث أجيال لا تعرف شيء عن هذه الحقبة منها جيل الفيسبوك ولتعرف هاته الأجيال كيف كانت تدار اللعبة. أما عن طريقة الكتابة فنحن لسنا أمام مذكرات طه حسين فالكاتب (الإرهابي السابق) يكتب بكل حرية وعفوية نحن فقط نتدخل في بعض الجمل المكتوبة بالدارجة نحولها إلى العربية دون أن نغير في المعنى فالرجل يكتب الشتائم النابية حرفيا نحن فقط نحذفها أو نغيرها بكلمة مقبولة أما عن معانات الرجل في طفولته فهي لوحدها تحتاج مذكرات وخاصة مع والده نحن سرعنا الأحداث لنصل الأمور التي تهمنا وفي أخير طلب بسيط اتركوا القشور و ا قرؤوا ما بين السطور فهناك حكم وعبر……..
….في اليوم التالي من الحادثة بدأت أحس بالوعي يعود إلي تدريجيا ففتحت عيني ببطىء في أول مرة ألمني ضوء الغرفة فبدأت أتعود عليه تدريجيا جُلتُ ببصري في الغرفة فإذا بي في بيتنا وأنا محاط بأمي وبأستاذتي العزيزة وهنا المفاجأة إذا بجميلة بنت الجيران هي الأخرى في الغرفة مع أمها لم استطع أن اصف حجم السعادة التي غمرتني أنداك كل الأحبة من حولي أمي معلمتي والجيران أحسست أني في الجنة وان أبي أخيرا جاءت من وراءه حسنة فالأحباب كلهم جاءوا لزيارتي وأنا في هذه الحالة حقا إنها السعادة من وسط ركام الأحزان.
لم يعد أبي يأتي إلى بيتنا إلا قليلا وفي كل مرة يأتي فيها يأخذ كل ما يجد في طريقه (تلفاز+مذياع+ملابس+ثلاجة) أي شيء يباع بالمال ولا ينسى أن يشتم أمي في كل مرة بمناسبة وبلا مناسبة المهم أن يظهر لنا وجهه القبيح ويفرغ فينا كل عقده المركبة وفي المقابل مع ناس فهو رجل طيب وكريم وبشوش وخصوصا عندما يسكر ومع هذا الحال وقلة ذات اليد توالت علينا الأزمات والفقر والبؤس ومرضت أمي ولم تعد تشتغل لأن مرضها مزمن وفي وسط هذه الجبال والتي لا يستطيع حملها أعتى الرجال دخنت أول سيجارة لي وأنا في سن الثانية عشر وهذه السيجارة أحدثت مفعولها السحري فقد أباحث لي أن أجرب كل الممنوعات وكل المحرمات وأنغمس في حياة الأشقياء إلى النخاع .
…..مرت أربع سنوات واشتد عضلي وانتصبت قامتي الطويلة والتي ورثها من (أبي) والذي كان طوله فارع وخشن صوتي وأصبح قريبا إلى صوت محرك سيارة قديم وهنا كان لا بد أن اخرج دفتر الحسابات لأصفيها كلها القديم منها والجديد وكان عليا أن أبدأ بالقديم جدا بحكم أني كل مرة أرى نفسي في المرآة أتذكر جيدا هذا الحساب فتلك الندبة على جبهتي والتي تسبب فيها (والدي) والتي لا يمكن أن تزول أبدا وحتى تلك الضربة جعلت لساني يتقل عَلِيْ فلا اخرج الكلمات إلا وفيها لدغة مما أثار سخرية أقراني في المدرسة أو الدين هم في سني وناهيك عن ضربه لأمي وشتمها بأقبح النعوت وتسببه بمرضها بالسكر واحتقاره لي ولإخوتي وبسببه مرضت أختي الملاك بالتبول لا إرادي أثناء النوم زائد عدم تحمله مسؤولية المصروف على أسرة المهم تجمعت كل العوامل أمامي للإنتقام وأقسمت أن أرد الاعتبار لرجولتي وكرامة أمي التي سلبها هذا الأب الفاجر.
بدأت أتربص له في الأماكن التي يكون فيها إبتداءا من بيت العاهرة التي يقطن معها مرورا بالمقهى الذي يجلس فيه مع رفقاء السوء انتهاء بالملهى الليلي الذي يمضي فيه كل ليلة ولا يغادره إلا بحلول الصباح. وهنا بدأت اخطط للجريمة وكانت أول جريمة ارتكبها في حياتي وضد من ضد (والدي) ويمكن أن تتصور عزيزي القارئ مدى الحقد واليأس والإجرام الذي وصلت إليه وأنا في سن مازال فيه أقراني يتمتعون بصباهم ويلعبون الكرة ويمرحون ولا يفقهون من الدنيا إلا جانبها المبتسم.
كان لخضر (أبي) بعد أن يمضي ليلته في الملهى الليلي يعود إلى خليلته كل صباح مارا بزقاق صغير وغالبا ما يكون خاليا من الناس وبالضبط في ذلك الوقت وكنت قد اشتريت سكينا ضخما كنت أعده لهذا اليوم وكنت أقوم بالعناية بالسكين في كل وقت وحين لتكون حاد وقت الجريمة وكنت كلما ألمس السكين أحس انه عليا الإسراع بتنفيذ الجريمة . وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة لبست معطف اسود ووضعت قبعة سوداء على رأسي ومضيت متجها إلى المنطقة المظلمة والسكين معي انتظر لحظة مرور لخضر للانتقام …..يتبع