تحرر الشعب الجزائر من ظلم نظام الجنرالات التسلطي أو الشمولي لا يزال إشكالياً بالمعنى العميق للكلمة فلا يزال جنرالات الدم وعلى رأسهم القايد صالح بعيدين جداً عن أن يقروا ويعترفوا بمبدأ صدور السلطة عن الشعب وبحق هذا الشعب في المشاركة فيها فردياً وجماعياً بل في قول رأيه فيها من دون طموح للمشاركة ولا تزال الوصاية على المجتمع هي العقيدة الرئيسية التي تحكم ممارسات جنرالات الدم مع تعدد الحجج التي يستند إليها هؤلاء في وصايتهم على الشعب وطرق التعبير عن هذه الوصاية وأشكال ممارستها.
كيف يعقل أن يقول أمين عام أكبر حزب في الجزائر مقال من منصبه انه رجع إلى منصبه بأمر من حاكم البلاد قايد صالح كيف يعقل ونحن في 2019 ومازلنا نسمع مثل هذه الأمور أليس في مارس 2017 خرج جمال ولد عباس حيث كان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بتصريحات دعا من خلالها إلى الإبقاء على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في منصبه مدى الحياة ولم يكن لوحده الداعي إلى هذا الأمر فقد كان معه القايد صالح أم أن الشعب لا يستطيع أن يواجه القايد صالح…. لذلك هذه الأحداث تؤكد كل الذي أثير حول الجنرال قايد صالح الذي قيل عنه الكثير وعن نفوذه الكبير في إدارة محيط مليء بالتناقضات والتوازنات وفي تسيير ذهنيات وأشخاص بأجندات وتوجهات مختلفة والأدهى من كل ذلك كيف لرجل أن تكون له كل هذه السلطات الخفية والمستترة التي تصل إلى درجة إدارة بلد بأكمله والتحكم في مختلف المؤسسات بما فيها رئاسة الجمهورية أن يكون بيدقا بيد الإمارات.