عيون تترصد كل حركة صغير أو كبيرة وكل لافتة وماذا كتب عليها في المظاهرات تدب أرجلهم في كل مكان في المقاهي وفي النوادي والجامعات والميادين والملاعب وحتى في المساجد مهمتهم الرصد والتتبع وظيفتهم كتابة التقارير وإرسالها لجهات أعلى للتصرف بشأنك.. إنهم الشكامة ومرشدو المخابرات العسكرية.
عاش الجزائريون ما يقرب من 50 عاما من حكم الجنرالات حتى أصبح يخشون بعضهم البعض ويخفضون أصواتهم كلما تحدثوا بالسياسة «للجدران آذان» عبارة كانت تتردد على ألسنتهم منهية حديثا عابرا عن شخص الجنرال أو فساد أحد أفراده أسرته…. فرغم أن المظاهرات المستمرة منذ أكثر من شهرين كسرت حاجز الخوف لدى كثير من الجزائريون فثاروا وأعلنوا الحرب على العصابة الحاكمة إلا أن المظاهرات تعيش حصارا مطبقا من الشكامة السريين الذين يعملون لمصلحة النظام مهامهم في رصد تحركات المتظاهرين وأماكن سكنهم لتسهيل مهمة الأجهزة الأمنية العلنية في الإيقاع بهم…. فمنذ وصوله إلى سدة حكم العسكر قام القايد صالح بتأسيس شبكة من الأجهزة الأمنية التي تحصي على المواطنين أنفاسهم حيث عمد إلى إتباع أسلوب زرع الشكامة في كل مؤسسات المجتمع… فلا يختلف نظام الجنرالات في الجزائر عن سواه من الأنظمة العسكرية (مصر والسودان …)التي اتبعت هذا الأسلوب لممارسة الرقابة على شعوبها وضمان تدجينها إلا أن نظام جنرالات فرنسا لم يكتف بجعل الشكامة التابعين له أداة لمراقبة المواطن الجزائري بل حولهم إلى وسيلة لتخويفه وترهيبه وجعله يفكر ألف مرة قبل أن ينطق بكلمة تطال شخص القايد صالح أو توجه انتقادا ما ضده وفي ذاكرة الجزائريين الكثير من القصص عن معتقلين سياسيين أمضوا في سجون الجنرالات زمنا طويلا بسبب تقرير دبجه أحد الشكامة وضمّنه حادثة أو كلمة أو شتيمة تناولت احد الجنرالات الكبار فهكذا حوّل جنرالات فرنسا الجزائر إلى جمهورية خوف لكل مواطن فيها ملف أمني لدلك تجد اليوم في الجزائر الجميع يشعر بالخوف لدرجة أن لا أحد يستطيع انتقاد القايد صالح آو فضح فساده .