فهمت أمها سر حيرتي فأخبرتني أنها لم تستطع المجيء لأنها أصيبت فجأة بتعب شديد فاضطرت للبقاء لأن ياسر أصر على القدوم الليلة …
شعر هو بخجل شديد من كلام أمه .. بينما كنت أنا الوحيدة التي تعلم لما لم تحضر هالة ، أمضينا السهرة في محادثات قصيرة .. و كان ياسر يختلس النظر إلي من حين لآخر ، حاولت جاهدة أن أخفي توتري و حزني لكن يبدو أني لست بممثلة بارعة
فما أن رحلوا حتى بعث إلى برسالة .. كونِي بخير ….
و في الغد أخبرتني أمي أن أبي و والده قد اتفقا على كل شيء ..
على خطبتنا بعد أسبوعين و على الزفاف بعد شهر واحد و أتابع دراستي و أنا بيت زوجي كما فعلت أخته هالة … فهي سنتنا الأخيرة و ستشارف على الانتهاء بسرعة .. كان كل شيء سريعا .. سريعا جدا .. أسرع مما قد أحتمل
حاولت أن أطالب بالمزيد من الوقت لكن أمي أخبرتني أنه لا حاجة لأن نطيل الخطبة كثيرا ،لأننا نعرف بعضنا منذ فترة طويلة جدا ..
و حينما لاحظت ترددي حاولت أن تعرف سره .. سألتني إن كان ياسر لا يعجبني لسبب أو لآخر .. إن كان به شيء يعيبه في نظري
لا يا أمي ياسر شاب مثالي تحلم به أي فتاة ، لكن هذا القلب محجوز لغيره .. فكيف له أن يحتل مكانا به
ليس بجوفي سوى قلب واحد يا أماه .. هو قلب واحد فقط
خلدت إلى النوم و أنا أتمنى بشدة .. لو أستيقظ فأجد كل هذا مجرد كابوس .. كابوس طويل مريع مرعب .. لكنه مجرد كابوس سأستيقظ منه ، حاولت الاتصال بهالة كي أستنجد بها .. لكنها لم ترد على أي من مكالماتي ..
فكرت في زيارتها .. لكن وجدت الوضع محرجا للغاية .. كنت عالقة .. و أحتاج للنجدة ..و لا أحد هنا ليسمع ندائي و يغيثني
عشت أطول أسبوع في حياتي .. من الجامعة إلى البيت و من البيت إلى الجامعة
وحيدة .. تائهة .. حائرة …
و ما كان يزيدني ألما رسائله القصيرة التي يدعو لي فيها و يسأل عن حالي ، و أنا أتمنى لو كان شخصا آخر كي أجري نحوه و أحكي له كل ما بداخلي .. لم أستطيع أن أصبر أكثر .. فأخذت أختي ليلى معي و ذهبت للاطمئنان على هالة