تعد المشكلات الجنسية أحد أهم أسباب الطلاق وانهيار الحياة الزوجية في الجزائر. ورغم أن الطلاق يكون في كثير من الحالات ترجمة عملية لعدم إهتمام الطرفين بأن يتمتعا بحياة عاطفية أو جنسية سليمة إلا إنه من النادر أن يذكر المطلقون أو من يعانون من مشكلات في حياتهم الزوجية الأسباب الحقيقية وراء الانفصال وعادة ما يتخفون وراء أسباب مختلقة مثل البخل و الملل والروتين أو سوء الطباع.
رغم أن الجنس والحديث عنه لا يزال تابوهاً مقدساً ممنوع الإقتراب منه في مجتمعنا الجزائري إلا أنه من الجدير بالذكر ما كشفه لنا احد المحامين عن إرتفاع نسبة الطلاق في الجزائر لتصل إلى أكثر من 55 ألف حالة طلاق فى عام 2012. وأضاف ان الإحصاءات رصدت 140 حكماً بالطلاق يصدر كل يوم في محاكم الأحوال الشخصية. وقال إن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تقع بين المتزوجين حديثاً حيث تصل نسبة الطلاق في العام الأول 34 بمئة بينما تقل النسبة إلى 21.5 بمئة خلال العام الثاني من الزواج.
وقال المحامي انا اجزم بحكم تجربتي الميدانية ان كل 10 حالات طلاق بينها 7 حالات بسب عدم رضى احد الطرفين في العلاقة الجنسية . و قد أشارت الدراسات التي أجرتها الجمعية العربية للصحة الجنسية أن 98 بمئة من الرجال غير راضين بصورة تامة عن حياتهم الجنسية في حين بلغت النسبة 96 بمئة لدى السيدات.
وقد تلعب العوامل النفسية دوراً في ظهور أو تفاقم المشكلة مثل جهل الزوج بالأوضاع الجنسية الفشل في إيصال الزوجة إلى مرحلة النشوة وخجله من السؤال للمعرفة أو إحساس المريض بالخجل المبالغ فيه من مرضه. لذا فإن الإسراع بإستشارة الطبيب قد يكون أفضل السبل في عدم تفاقم الحالة خاصة من الناحية النفسية. و في الغالب لا تكون المشاكل الجنسية بسبب مرض عضوي ولكن قد تكون نتيجة تراكمات نفسيه أو ناتجة عن الإجهاد والقلق أو انعدام الرغبة الجنسية أو إختلاف مستوى الرغبة الجنسية بين الزوجين أو عدم القدرة على المحافظة على هذه الرغبة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية …عدم القدرة على الإنتصاب عند الرجل أو سرعة القذف إنعدام حصول النشوة سواء عند الرجل أو المرأة أو الشعور بالألم عند المرأة بسبب تشنج عضلات المهبل.
يُفضل للزوجين مناقشة تلك المشاكل فى مكان ووقت محايد مثل أثناء تناول العشاء خارج المنزل وحينها يجب تجنب الإنتقاد والبدء بذكر النواحى الإيجابية في شريك الحياة وعدم التركيز على السلبيات ثم الإشارة إلى الإحتياجات الجنسية. لأن المصارحة والحديث عن المشاكل الجنسية بين الزوجين وحلها بشكل منطقي ومعقول يعد بمثابة مفتاح لإقامة علاقة جنسية قوية بينهما لأن السكوت عن المشاكل الجنسية قد يهدد الزواج ويؤدي إلى الإنفصال.