في بلدنا اين وليت وجهك تجد الجميع يتكلم على مشكل من سيدرب المنتخب في اسواق الشعبية في المقاهي عند الحلاق والكل اصبح بقدرة قادر محلل في بيان سبور ومنهم من يؤكد ان هذا المدرب هو الذي سيدرب المنتخب وان لم يكن هو فهو على استعداد لتطليق زوجته حسب قوله فلا يهم الزوجة المهم ان يكون فلان مدرب المنتخب .بالله عليكم كم من سنة سنحتاج لتوعية مثل هؤلاء.
ان الاهتمام الذي يوليه المسؤولين في بلادنا للرياضة وخصوصا كرة القدم وتكريم لاعبيها والإنفاق على فرقها بالملايين والحشد الاعلامي ليس من باب تشجيع الرياضة لما لها من أثر إيجابي على أخلاق وصحة الشباب فهناك أمور أكثر خطورة من الرياضة مثل التربية و الصحة والتعليم لا تجد مثل هذا الاهتمام المادي والمعنوي من الدولة رغم عظم أهميتها وتأثيرها الأكبر على المجتمع كله ونهضته ولكن لأن كرة القدم تلهي الشباب وتغرقه في حالة من التعصب الأعمى وتصنع له بطولات زائفة فهي تساعد بشكل أو آخر على تغييب الوعي وهو ما يحتاجه الحكام الذين أدمنوا السلطة ويخشون من ضياعها.
لقد شجع النظام بإعلامه من صحف وتلفاز وإذاعة هذا الهوس المجنون بكرة القدم وأطلق برامج ومنح مقدميها مبالغ طائلة من أجل تهييج وإثارة الجماهير ولعلنا نذكر مباراة مصر والجزائر في كرة القدم منذ سنوات قليلة وكيف انتهت إلى أزمة بين الشعبين وتبادل للسباب والشتائم وانضم لكل دولة مناصرين من الدول الأخرى وشعرنا وكأن حربا ستندلع بين بلدين شقيقين من اجل جلد مدور. و اتضح بعدها أن أنظمة البلدين وأجهزة أمنية متورطة في هذه المهزلة التي تهدم روابط الأخوة بين المسلمين من أجل مصالح ضيقة لحكام مستبدين يريدون أن يغطوا فشلهم في تحقيق انجاز سياسي واقتصادي يرضي شعوبهم بهدف يحرزه لاعب بقدمه في مرمى فريق آخر فيقيمون الأفراح والاحتفالات ويذهبون إلى المطارات لاستقبال الأبطال الذين رجعوا بالكأس في حين أن الفقراء يبحثون عن لقمة تسد جوعهم في صناديق القمامة وشباب مثل الورد لا يجدون عمل وقطاعات الصحة والتعليم في تدهور ولا احد من المسؤولين تحرك او تزحزح ليصلح ما يمكن اصلاحه لان المسؤول يعرف ان الشعب مغيب بأفيون اسمه كرة القدم .
يا شباب الجزائر انه القرن 21 ونحن مازلنا نعامل كالخرفان يوجهوننا الى اهتمام بالكرة القدم وننسى واقعنا يجب علينا ان نهتم بمشاكلنا اولا (البطالة والزواج والصحة والتعليم ) وان بقية وقت سنفكر في مشكل مدرب المنتخب .