بعدما توفيت يوم أمس الخميس التلميذة نورهان بن عبد السلام، بمصلحة الإنعاش التابعة للمستشفى المركزي للجيش بالجزائر العاصمة، فقد تأجل اليوم ، تشييع جنازتها ببلدية مراد في تيبازة إلى مثواها الأخير، حيث صارعت الموت لأكثر من 12 يوما وسط حالة غيبوبة نتجت عن “مضاعفات صحية معقدة وغامضة “وبينما تصر عائلتها على اعتبار “اللقاح المضاد للحصبة الألمانية قتل ابنتهم” لا تزال مديرية الصحة تنفي تلك الرواية وتشير إلى سلامة اللقاح.
و احتفظت مصالح المستشفى العسكري بجثة التلميذة إلى غاية صبيحة يوم الأحد بناء على طلب عائلتها على أن تتسلمها من أجل إقامة مراسم الدفن في نفس اليوم، وفي تصريح للخبر، أكد والد الضحية السيد نبيل بن عبد السلام، بأنه رفض التسليم بالرواية الرسمية وسارع إلى مقاضاة الجهة التي قامت بحقن ابنته في محيطها المدرسي، وأتبع أقواله بإيداع شكوى مفصلة لدى مصالح الأمن المختصة إقليميا، ضد المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لدائرة حجوط التي أشرفت على حملة التلقيح لفائدة تلاميذ المنطقة.
فيما استجابت إدارة المستشفى العسكري للجيش بعيد النعجة في الجزائر العاصمة، إلى طلب عائلة نورهان المتعلق بإخضاع جثتها للتشريح، قامت هذه الأخيرة بالنزول عند طلب آخر تقدم به الوالد نبيل يتعلق بإجراء التحاليل المخبرية والعلمية الدقيقة على دم الفقيدة وجميع أطرافها، إضافة إلى توجيه طلب إلى الوزارة الأولى بانتداب فريق طبي متخصص للفصل في “سبب الوفاة “.
و حسب رواية والد “نورهان”، فإن تفاصيل هذه المأساة تعود إلى صبيحة يوم 6 مارس الماضي، حينما تلقت التلميذة نورهان ذات الـ12 ربيعا، طلبا من مدرستها بمتوسطة الإخوة بايك بمدينة مراد، يتعلق بضرورة إحضارها للدفتر الصحي والتوجه، إلى العيادة الجوارية من أجل الخضوع إلى التطعيم السنوي وأخذ اللقاح المضاد للحصبة الألمانية.
وروى الوالد “نبيل” بأن طفلته إشتكـت بعد ساعات من تلقيحها من حكة جلدية وبروز بقع داكنة على أطرافها، ثم بدأت حالتها الصحية تتعقد، لتسارع والدتها إلى مستشفى حجوط أين خضعت لعملية كشف، انتهت بتهوين الأطباء من خطورة حالتها.
و وفقا لرواية الوالد، فإن فلذة كبده، دخلت مرحلة الخطر في اليوم الرابع من تطعيمها، حيث كانت، تشتكي من حمى وهلوسات، ليتم نقلها مباشرة نحو مستشفى تيبازة يوم 9 مارس، أين تمت معاينتها وتوجيهها إلى المستشفى المتخصص في الأمراض المعدية والأوبئة ببوفاريك.
و في عيادة بوفاريك أكد الوالد نبيل، بأن ابنته عرضت على بعض الأطباء رفضوا الاحتفاظ بها، ليقوم أبوها يوم 23 مارس بنقلها نحو للمستشفى المركزي للجيش، وهناك تم إخضاعها إلى كشف طبي مكثف وتحاليل لكنها غابت عن الوعي وأدخلت غرفة الإنعاش أين مكثت هناك في حالة حرجة وفارقت الحياة صبيحة يوم 7 افريل .
و قال مدير الصحة والسكن لولاية تيبازة، الدكتور عمراني توفيق جسيم، بأن الخبرة الطبية المحلية نفت نفيا قاطعا أن يكون اللقاح هو سبب وفاة التلميذة، واستدل بسلامة حوالي 8 آلاف تلميذ خضعوا للحقن من اللقاح ذاته بما فيهم أبناؤه الأربعة الذين تم تلقيحهم في أول أيام الحملة، وأكد أيضا بأن الفحص الطبي الذي أجري على الفقيدة، بعد إصابتها بأعراض مشبوهة لم يثبت رواية عائلتها، خصوصا خلال الـ48 ساعة الأولى من تعرضها للحقن، مما يعزز فرضية إصابتها بمرض مجهول، حسب ذات المسؤول، في الوقت الذي كشفت فيه مراسلة من إدارة المستشفى العسكري بأن الأطباء خلصوا إلى غياب أية علاقة بين اللقاح والوفاة.