بعد الجمعة الرابعة من المظاهرات اكتشفت أننا نسكب الماء في الرمل فلا شيء سيتغير نظام الجنرالات لن يتغير والدليل أن جميع المظاهرات وبسبب الخوف لم يذكر فيها اسم جنرال واحد من المجرمين الذين قتلوا الشعب الجزائري وسرقوا خيرات الوطن (كجنرال توفيق والقايد صالح) والحلول المقترحة لم تتغير ووجوه أصحاب القرار لم تتغير والأيدي المرتعشة لم تتغير وسلوك الشعب لم يتغير.. ومع ذلك ننتظر أن تتحسن الأحوال وأن نشعر بالتغيير كيف ومتى وأي معجزة من السماء ستحقق ذلك الله أعلم.
يقول المتخصصين وخبراء علم الإجتماع هناك عدة بدائل للتعامل مع أي مشكلة أولا عن طريق مواجهة المشكلة بشكل حاسم وحلها بشكل جذري (العصيان المدني حتى يسقط نظام الجنرالات) أو الانتباه لها والعمل على تقليصها وتقليل الآثار الجانبية الناتجة عنها (مطالبة بانتخابات نزيهة) أو وضع خطة زمنية طويلة أو قصيرة المدى للتعامل مع المشكلة (كل مرة نختار شخصية من نظام ونهاجمها حتى تسقط) أو تجاهلها تماما والبحث عن بدائل لا تجعل من المشكلة مشكلة (أن نرضى بالواقع) ولكننا اخترعنا طريقة أخرى تماما في التعامل مع كل مشاكلنا (نشتم ونهدد ثم نتعايش) فعلى سبيل المثال نحن نسب ونلعن في الصحة والتعليم والمرور على سبيل المثال منذ سنوات طويلة ولكننا لم نسعى أبدا لمواجهة المشكلة بشكل حاسم وحلها بشكل جذري عن طريق توسيع الشوارع أو تغيير مدروس لمسارات السيارات أو خلخلة أوقات الذروة أو جلب خبراء من الخارج والالتزام بتنفيذ خططهم ومقترحاتهم مهما كانت صعبة أو مكلفة وطبعا لم نلجأ للبديل الثاني وننتبه للمشكلة ونعمل على تقليصها من خلال فرض قوانين صارمة على الركن في الشوارع والتوسع في إقامة مواقف السيارات متعددة الطوابق سواء فوق الأرض أو تحتها أو توسيع الشوارع في المناطق الجديدة وأيضا لم نضع خطة طويلة أو قصيرة للقضاء على الازدحام بدليل أن كل يوم نصحو على شوارع مزدحمة وأسود مما كانت عليه وبالطبع لم نلجأ للوسيلة الأخيرة فلم نبحث عن بدائل أخرى مثل تشجيع الناس على الخروج من العاصمة والمدن أو التوسع في إنشاء مترو الأنفاق كل ما نفعله أن نسب ونلعن في المرور ثم نتعايش مع الشوارع بقرفها وعشوائيتها بلا أدنى نية لإصلاح أو تعديل وبالمثل نتعامل مع كل مصائبنا البطالة والغلاء وسوء التعليم وقلة المواد الغذائية وأزمة الأنترنت وفقر المستشفيات الحكومية وتفشي الفساد الإداري..إلخ ويبقى اللغز معادلة الشعب الجزائري نشتم ونهدد ثم نتعايش مع المشكلة.