رأيت رفيق يجري في اتجاهنا وهو في حالة هلع فقال لي أنت هنا وأنا ابحث عنك فقلت له لم تنم إلا قليلا فلماذا استيقظت فقال أهذا وقت النوم انه السيد فلان قادم لزيارتنا الرجلين الآخرين بمجرد أن سمعوا الاسم وقفوا ورموا السيجارة واتجهوا مهرولين نحو المعسكر أنا إلتفت يمينا وشمالا وأخذت السيجارة من على الأرض فرأيت رفيق ينظر إلي بغضب ويقول هيا أسرع قبل أن نقع في المشاكل وصلنا للمعسكر وإذا بسيارة فاخرة تقترب من المعسكر وقف جميع أعضاء المجموعة على شكل قوس وأمير في الوسط ويتقدمنا بخطوات وصلت السيارة نزل منها ثلاث أشخاص تقريبا لهم نفس الطول ويلبسون نفس اللباس ثم نزل شخص أخر متوسط الطول لديه لحية متوسطة وعينان صغيرتان شكله اقرب إلى الشيشانيين فقلت مع نفسي هناك لاعب أجنبي محترف مع هذا الفريق فبدأت بالضحك لوحدي بسبب أني أتواجد وراء الأعضاء في أخر الصف وبسبب نصف سيجارة الحشيش والتي دخنتها خلسة ولكن المفاجأة هي عندما تكلم الرجل لهجته شرقية وبالضبط لهجة سكان جيجل (الهدرة تاع الجواجلة) فقال ( كولتْـلو ) يعني انه قال لأحد الضباط والذي يتفاوض معه أن الجيش والمخابرات قوم غدر وخيانة لا يوفون بالعهد وينقضون ميثاق الصلح الذي نتفاوض عليه ولذلك انتظروا ردنا الحازم فالعين بالعين.
….هنا قلت لرفيق بصوت خافت من يكون الشيخ فقال لي انه احد أهم كوادر الجبهة فقلت له أرى انه تظهر عليه علامات العيش الرغيد في أي جبل يختبئ لنلتحق بمجموعته فربما نستمتع هناك فنظر إلي رفيق بغرابة وقال هو ليس في الجبل هو يعيش في منزله الفخم وعنده حراسة خاصة كما تشاهد ويقال أن حتى الدولة توفر له حراسة !!! هنا أحسست بالدخان يخرج من رأسي ودون أن اشعر رفعت صوتي وقلت له وماذا نفعل نحن هنا فسمعني بعد الأعضاء ونظروا إلي بغرابة فقلت لهم وماذا نفعل نحن هنا يا إخواني علينا أن نتحرك لننتقم لإخواننا الم تسمعوا كلام الشيخ العين بالعين فقال لي احد الأعضاء بارك الله فيك هكذا يكون المسلم القوي دائما يستعجل الشهادة والموت فعانقته وقلت له شكرا أخي وقلت له مع نفسي أيها المغفل أنا استعجل الهروب والشيخ المفاوض يستعجل نصيبه من كعكة الوطن وأنت يا غبي استعجل هلاكك.
اِنْزَوَى الشيخ المفاوض وأمير المجموعة في مكان بعيد على المعسكر الشيخ يتكلم وأمير عينه على الأرض وينصت بتمعن هذا المشهد ذكرني بلقاءاتي مع ( M.M ) المهم اِنْزَوَيْت كذلك أنا ورفيق بعيد عن المعسكر وقلت له بالله عليك أليست قمة العبث نحن في الجبال والعساكر في الحواجز وهؤلاء الكلاب الجنرالات وكوادر الجبهة يتفاوضون على كعكة الوطن ونحن نقتل بعضنا البعض اقسم بالله أردت أن افهم اللعبة التي تدور في وطننا لم افهم شيء الشيء الوحيد الذي فهمته أن المواطن هو الخاسر الأكبر في كل ما يحصل فقال لي رفيق ما باليد حيلة نشروا الجهل والفساد فكيف يمكن أن يكون المواطن مواطن و يعيش حياة كريمة وهو لا يعرف حتى حقوقه فنحن شعب نستحق كل ما يحصل لنا وما سيحصل لنا فكيف يعقل أنت تريد الدفاع عنهم وهم يهجمون عليك ويصفونك بالخائن وصاحب الفتنة ويتملقون لمن يضع حذائه على رؤوسهم فلا تشغل بالك يا أخي بالآخرين فكل يُغني على ليلاه .
بدأت الشمس بالغروب وجاء عندنا احد الأعضاء وقال لنا هيا إخوان لنودع الشيخ فهو راحل فابتسمت وقلت له في نفسي أتريد أن يبيت هنا في هذه الحفرة المتعفنة أيها الغبي ويترك منزله الفاخر الموت لنا والحياة لهم ذهبنا فوجدنا الشيخ يلقي خطبة تحفيزية ويقول لنا انتم رجال لا تهابون الموت اسود في ساحات الوغى فهبوا لنصرة إخوانكم المظلومين فلا نامت أعين الجبناء هنا كنت أتمنى أن أقول له وماذا عنك يا كبير الجبناء الان ستذهب إلى بيتك الفاخر وتنام على سريرك الحريري وتحت حراسة خاصة وحراسة الدولة ونحن ننام في هذه الحفرة كلكم واحد يا أبناء الكلاب تبيعون الوهم للشعب وانتم تستمتعون في الواقع.لوح الشيخ لنا بيده كأنه احد نجوم السينما وركب سيارته واختفى وسط الظلام والأشجار هنا إلتفت إلينا الأمير وقال عندي لكم بشرى أيها الإخوان .
الكل نظر لأمير ينتظر ما سيقوله فقال اسمعوني يا إخوان غدا إنشاء الله سنخرج في غزوة كبير ضد احد أعتى المجرمين والظالمين في هذا البلد فغدا إنشاء الله سنغتال احد الطغاة وهو في موكبه فكونوا على استعداد تفرق الجمع وذهبت أنا ورفيق كما العادة وقلت له ما الخطب يا صديقي فقال أنا كنت اعرف أن حضور الشيخ ورائه عملية ما فكل زيارة له تكون ورائها عملية ما فقلت له كيف تكون العمليات التي يجلبها لكم فقال عمليات ناجحة بنسبة كبيرة ما عدا بعض الأخطاء التي تؤدي إلى فقداننا بعض الرجال وقلت له ومن أين يأتي بمعلوماته فقال الله اعلم فقلت له ألم يقول أنه يتفاوض مع ضابط كبير فقال لي ماذا تقصد قلت له لا اقصد شيء فربما أنا وشيخ نعرف ( M.M ) اللعبة تدور في حلقة مغلقة وكبيرة يتغير اللاعبون ولكن اللعبة هي هي فقال رفيق أنا لم افهم شيء من كلامك فقلت له لا داعي لأن تزعج نفسك بالتفكير فالنظام يكره المفكرين والفلاسفة.
في صبيحة العملية اكتشفنا أننا سنقوم بعملية اغتيال لأحد أشهر رجال الجيش في تلك الفترة العقيد فلان عرفت فيما بعض انه تمت التضحية به بسبب طموحه الكبير وانه كان احد الأشخاص الذين يشكلون خطرا على صقور السلطة بل كان يحضا بثقة الكثير من الجنود وكان يسب آلهة البلاد نهارا جهارا .المهم كل المعلومات تقول انه سيتم اغتياله بين حاجزين !!! اختبأنا بين الأشجار انتظرنا مرور الموكب رميت عليه قنابل يدوية واتبعناها وابل من رصاص حتى لم يعرف عدد الرصاص الذي اخترق جثته فقد أمر طيور الظلام أن يتم قتله ببشاعة ليكون عبرة لغيره والغريب في الأمر أن أصوات الرصاص كان يمكن سماعها من قبل عساكر الحاجزين ولكن لم تقدم أي مساعدة لموكب العقيد وهذا طرح عدة تساؤلات ولكنها اللعبة فيها كل شيء انتهت العملية بدون خسائر وعدنا إلى أوكارنا وفي الليل وأنا نائم جاء عندي رفيق وهو في هلع ووجه يتسبب عرقا وقال انهض يا أخي فالأمر خطير جدا………….يتبع