الصراع على السلطة في تلك الفترة بين الجنرالات كان على أشده فالحبل مشدود بين جنرالات العسكر من جهة وجنرالات الاستخبارات من جهة أخرى فهذا الصراع الدامي اغرق البلاد في بحور من الدم فحتى الأجانب تعرضوا لذبح والقتل ليتم إدخالهم في اللعبة لإعطاء الصراع بعد دولي فكان لا بد أن يجد الجنرالات حل لكل هذه المجازر وان يجدوا القسمة التي ترضي جميع الأطراف وطبعا هذه القسمة لا نصيب للشعب فيها .لهذا بدأ الحل يلوح في الأفق فصقور السلطة أو جنرالات الموت حددوا خطة ليعود الأمن والأمان وهذا الأمن وأمان ليس للشعب والمواطنين ولعيون البؤساء بل لهم خاصة فهم حصدوا أموال طائلة على جثت الأبرياء وليتمتعوا بالمحصول فيجب أن يكون الوطن أمنا مطمئنا وهكذا بعدما مالت الكفة لصالح جهة الاستخبارات على حساب العسكر ورجال الأعمال أصحاب النفوذ في السلطة فأشار عليهم (رب الجزائر) الذي كان يحلو له تلقيب نفسه بهذا الاسم بإحضار رئيس دمية يكون في الواجهة ومن مواصفات هذا الرئيس أن يكون غارف في الملذات والشهوات ليسهل عليهم تحريكه كيف ما يشاءون.
…. وهكذا تم جلب فخامة الرئيس من إحدى الحانات في دولة أروبية فالرجل كان كثير التنقل بين احد الدول العربية التي كان يستقر فيها وبين حانات أوروبا والغريب في الأمر أن المندوب الذي أرسلوه ليخبره بالموضوع وجد فخامة الرئيس في إحدى الحانات وهو في حالة سكر طافح وسط مجموعة من العاهرات والشواذ فذهب عند الرئيس ووقف أمامه وقال له كيف حالك يا سيد فلان فرفع الرئيس عينه وهو يعرف المندوب وقال له بصوت مرتفع وهو يرتجف ليس لك الحق أن تعتقلني هنا وأنا في ارض ديمقراطية تحمي حقوق الأجانب واللاجئين ( فصاحبنا كان هاربا من البلاد بتهمة الفساد وذلك بسبب قرار مجلس المحاسبة بمتابعته باختلاس الأموال العمومية ) ولكن أجابه المندوب على العكس سيدي كيف اعتقلك وأنت رئيس البلاد فأجابه الرئيس مترددا أتستهزئ بي بسبب أني سكران أم هذه حيلة من حيلكم أيها الأوغاد فأنا أعرفكم جميعا فرد عليه المندوب وحق دماء الشهداء انك أصبحت رئيس البلاد مند اليوم (وهذا القسم كان هو المتداول بين جيل الاستعمار ) فقال فخامة الرئيس أول قرار جمهوري سأتخذه هو أن تحاسب على جميع مشروباتي ومشروبات من معي فقال المندوب اعتبر حسابك في الحانة والفندق مدفوع يا سيدي رئيس وهذا كان شرف لنا أن أول رئيس لدولة الجزائر الحديثة أخد أول قراره من الحانة ومن هنا بدأت قصة أخرى.
عدنا……..أما من جهتنا نحن والتهديد الذي أعطانا الضابط (M.M) والضوء الأخضر لسرقة محلات التجارية المملوءة بالذهب فقد أعطاني (M.M) ضربة العمر فلم أكن لأضيع هذه الفرصة وخصوصا وان رياح الهرب والسفر قد بدأت ترفرف فوقي لهذا جمعت الفريق وحددنا هدفنا بالضبط فكنا نعرف محل من اكبر المحلات المختصة في الذهب وجهزت خطة جهنمية نسبة الخطأ فيها 0 بمئة لان المعدات والأجهزة التي أعطانا (M.M) لنستعملها في عملياتنا ساعدتنا في سرقة هذا المحل فلم تستغرق عملية سرقت المحل والهروب إلا 3 ساعات فقط فلم نترك لا أوراق نقدية ولا قطع ذهبية فقد أتينا على الأخضر واليابس مثل الجراد وعدنا تلك الليلة إلى البيت المهجور ونحن نحمل ثروة كبيرة صراحة كان لهذه الأموال دورا مهما في هروبي أنا وعائلتي من مستنقع البلاد والرحيل إلى بر الأمان.
بعد هذه العملية لم نتلقى أي اتصال من الضابط (M.M) بل على العكس تماما بدأت الجثث تزداد وبدأنا نلاحظ أن الوشاة والمرتزقة أمثالنا الدين كانوا يعملون لصالح الاستخبارات تتم تصفيتهم واحد تلوى الأخر كما حدث مع العجوز يحيى فالأمر واضح فالخطة الكاملة للجنرالات تعتمد على ظهور رئيس جديد في الساحة كواجهة للنظام والتخلص من كل مخلفات الصراع الداخلي وحتى كل من تعاون مع السلطة وعرف أكثر من ما ينبغي أو عدو ومازال مصرا على العداء للسلطة ففي فترة التنقية والنقاهة ازداد معها القتل والذبح لتعبد الطريق أمام الرئيس الجديد وكان لنا منها نصيب وأنا بحكم تجربتي ومصاحبتي للذئاب فكنت حذر حتى أني لم اعد اشرب الخمر أو اقرب المخدرات فهذه الأيام تحتاج مني كل الوعي وكنت أكدت ونصحت أفراد العصابة بذلك وأول ما فعلت أرسلت أخي إلى الوالدة بطريقة متخفية لكي لا يعرفوا عنوان العائلة وأعطيته حقيبة فيها مبلغ كبير وقلت له أخي هذه أمانة عندك فلا تضيعها من يدك حتى تسلمها لأمي ولم اعد أبيت في بيتي الجديد ولا حتى في البيت المهجور وأخذت غرفة في فندق غير معروف وبت أترقب الأخبار من بعيد وفي كل مرة أغير الفندق الذي أبيت فيه أما أخي النمس المتهور فأخذ يعيش حياته بشكل عادي رغم النصائح والكلام الذي قلت له إلى أن وجد ذات اليوم مذبوحا في دار مومس وقد شوهت ملامحه بشكل بشع فربما تعرض للتعذيب قبل قتله وبعدها بيوم احترقت ورشة أخي قادر وتفحمت جثته هو واثنين من أعوانه في العمل.
صراحة لم اعد أنام بسبب الحزن والخوف معا بسبب ما وقع لإخوتي فقد كنت أفكر في الانتقام والهروب ولكن الحلول قليلة أمام عيني وفي ذات صباح خرجت وأنا لا أعرف وجهتي بعد ولكن كانت في عقلي أفكار كثيرة فقلت مع نفسي عدو عدوي حبيبي لهذا كان علي أن أتوجه إلى مجموعة الإرهابيين حيث وجدت صديق الطفولة رفيق هناك لكي اختبئ عندهم إلى أن تهدأ الأمور ويكف البحث عني وبعدها اخطط للرحيل الأكبر وهذا ما كان تتبعت طريق الذي أخدنا منه العجوز يحيى وتبعت كل الخطوات حتى إلتقيت احد الرعاة وقلت له إني ابحث عن المجاهدين وان الجيش يبحث عني بسبب أني قتلت احد أفراده وهنا أخذني إلى الأمير الذي نظر إلي بغضب وقال ماذا تريد أيها الرجل فقلت له أريد ما تريدون أنا احد ضحايا هذا النظام الدموي وأريد إن أخد حق إخوتي المتعاطفين مع الجبهة والذين قتلهم العسكر وفعلا تم ضمي إلى المجموعة وصادفت صديقي القديم رفيق وكنت انتظر الفرصة لأصارحه بأني صديقه القديم وفي إحدى الأمسيات وضع رفيق للحراسة الليلية فجلبت له بعض الخبز والماء وسلمت عليه وقلت له ألا تتذكرني نظر إلي وعينه مليئة بالدهشة وقال لي متسائلا اسمح لي يا أخي لم أتذكرك فقلت له أنا صديقك في الدراسة والذي أتيت عندكم مع الحاج احمد ذات ليلة نظر في ملياً ثم نهض فجأة دون مقدمات وهو يمسك الرشاش…………………يتبع