…….سمعت صرخة النمس المدوية لم اشعر حتى وجدت نفسي اصعد في الدرج بسرعة أخرجت المسدس وأنا في طريقي لغرفة نوم الضابط اقتربت من الغرفة تمشيت على أصابع رجلي نظرة خِلْسَةً للغرفة فرأيت على الأرض زجاج لحطام قنينة الخمر وكأس وبقع من الدم. السرير كان من الجهة الأخرى لم يمكن لي رأيته هنا سمعت كلام الضابط يقول اليوم سوف أقتلك يا ابن الكلب وهنا دخلت بسرعة ووجهة المسدس إلى جهة الغرفة الذي أتى منها صوت الضابط ولم أكن أراها فوجدت النمس وقناع وجهه مغطى بالدم ومستلقي على ظهره فوق السرير والضابط فوقه يحاول خنقه والنمس يقاوم بكل قوته وهنا صرخة في وجه الضابط اتركه يا ابن العاهرة وإلا فجرت رأسك اتركه في الحال إلتفت إلي وهو مازال ممسك بعنق النمس وقال أتتجرؤون يا أبناء الحرام على اقتحام بيتي ستدفعون الثمن انتم ومن أرسلكم هنا قاطعته وقلت له اسمع يا ابن العاهرة لن اكرر كلامي مرة أخرى إما أن تتركه أو افجر دماغك هذا أخر تهديد رأى في عيني أني سأنفض تهديدي دون تردد فترك النمس في تلك اللحظة عيني على الضابط وكلامي مع النمس فقلت له أخي طمني عليك فقال أنا بخير فقد باغتني هذا الشاذ وضربني بقنينة خمر على رأسي فأين كنت يا زعيم هل كنت تنام مع عاهرة هذا الكلب فضحكت وعرفت أن النمس بخير فقلت له أسف جدا يا أخي واعتذر منك سوف أعوضك على كل شيء وقبل ذلك اربط هذا الكلب وانقل بعض المسروقات لقادر فقد تأخرنا عليه ولا تنسى وأنت نازل من الدرج أن ترفع صوت التلفاز الموجود في صالون الفيلا إلى أقصى حد .
عندما غادر النمس الغرفة بقيت أنا والضابط وهنا قال لي أنا أعرفكم أيها الكلاب انتم أتباع الجنرال الفولاني أرسلكم لي بعد ما طالبته بأن يرفع قليلا من حصتي في الكعكة أو أني سأفضحه فقلت له نعم نحن أتباع الجنرال الفولاني وهو من أرسلنا وهنا أجابني قال لي اسمع يا ابن الكلب أنا اعرف كل عملياتكم اقسم بالله حتى ولو تخبأت تحت الأرض سأعثر عليك واقبض عليك ثم أرسل في طلب أمك وأمام عينك سأطلب من العساكر التناوب على اغتصابها أمامك وهنا صرخة أنت يا ابن العاهرة ستفعل كل هذا بأمي فقلت له حسنا سوف نرى وتحت تأثير تلك الحبة العجيبة وجهت المسدس نحو رأسه وفجرت دماغه وقلت سوف نكمل حوارنا في جهنم انتظرني النمس سمع صوت الرصاصة صعد الدرج بسرعة فدخل إلى الغرفة وجد الضابط مرمي في دمائه فقال لي ماذا وقع قلت له ببساطة انه قدره الان سنعمل بحرية قلت له ابحث في جميع أنحاء الفيلا لا تترك أي مكان لا نريد أن نترك ورائنا أي شيء ثمين. وبعد أن أخدنا كل الأشياء الثمينة في الفيلا قلت لنمس علينا أن نترك إمضائنا الخاص فنظر لي النمس باستغراب فقلت له شاهد فكتبت بدم الضابط على الحائط ( الموت الكفار ) فضحك النمس وقلت له إنها اللعبة يا صديقي ونحن وسطها فلنلعب معهم .
….أثناء فرارنا من مكان الجريمة مررنا بعدة حواجز للعسكر والشرطة لم يوقفونا في أي حاجز منها ولم يشتبهوا بنا حتى كان هذا الأمر بالنسبة لي لغز يحيرني حتى أن النمس وهو يضع الكمدات على رأسه وأثار بعض الدم على جبهته وخلال مرورنا ببعض الحواجز يلقي التحية على العساكر ويمزح معهم كأنهم أقاربه أو أصحابه القدامى وفعلا اكتشفت فيما بعد أنهم أصحابنا وشركائنا في القتل والنهب والدمار التي كانت تعيشه الجزائر أنداك.
وصلنا إلى البيت المهجور وجدنا عمي يحيى ينتظرنا هناك لم يسألني عن الغنيمة (الأموال والمجوهرات) وإنما سألني سؤال مباشر هل قتلتم الضابط وبما أننا كنا في حالة هيجان بسبب الحبوب المهلوسة انفجرنا جميعا في وجهه وقلنا له قتلنا ابن العاهرة ذاك فقال النمس وهو ينفخ صدره أنا من قتله انظر ماذا فعل بي كاد يقتلني فقال له عمي يحيى كنت استهين بك ولكنك تحولت من نمس إلى وحش لا يرحم وهذا كله بسبب الحبوب العجيبة التي أعطيتكم فقال له النمس في تلك اللحظة حتى ولو كان حمانة بنفسه لنحرته انك لا تعرفني يا عمي يحيى وأنت بنفسك إذا أغضبتني سأقتلك بدم بارد وهنا ضحكنا جميعا فقال قادر لعمي يحيى لا تغضب من كلامه فهذا تأثير الضربة التي تلقاها على رأسه وهنا النمس نظر لقادر بنظرة غضب وقال له بسبب هذه الضربة فنصيبي سيكون أكثر من الجميع وهنا ضحك الجميع وقلنا كلنا موافقون المهم ألا تقتلنا.
….عمي يحيى وهو في قمة الفرح قال المهم في هذه العملية أنكم قتلتم ذلك الطاغية وهذا ما كنا ننتظر أنا لم أبالي بجملته حينذاك ولكن كلامه بصيغة الجمع وأمور شتى جعلتني أحس أن الشك يقيد عقلي فقلت مع نفسي ما دمت احصل على الأموال الطائلة فلأعمل مع الشيطان نفسه ليس فقط مع ذئب مثل عمي يحيى خبأت الغنيمة في مكان سري وطلبت من الجميع إن يبيتوا هنا في البيت المهجور نظرا لصعوبة المرور أثناء حظر التجوال بالليل وربما أن الشرطة والعسكر عرفوا بوقوع الجريمة لكن عمي يحيى أصر أن يذهب إلى عمله وقال لا تخف علي فأنا كالجن في الليل أراهم ولا يروني فقلت له المهم عندي أن لا أرى جثثك مرمية في الصباح تبول عليها الكلاب أيها الذئب العجوز ابتسم ابتسامة مقيتة وانصرف مختفيا في الظلام.
بعد ثلاث أيام خرجنا من البيت المهجور قادر ذهب إلى عمله في الورشة وأنا والنمس ذهبنا إلى وسط المدينة وجلسنا في القهوة نضحك ونناقش الأمور المستقبلية بعد أن نقسم الغنيمة طلبت من النادل أن يحظر لي الجرائد بدأت أتصفحها وهنا بدأت اضحك كثيرا فقال لي النمس ما الذي يضحك فقلت له أريد أن أسألك سؤال يحيرني من نحن هل نحن لصوص أم إرهابيين أم أتباع الجنرال الفولاني…………………يتبع