…… تلك الليلة لم أريد أن أذهب للبيت خوفا من أن يكون مراقب من طرف الشرطة فقررت أن أبيت في احد البيوت المهجورة فهناك أحس بالأمان أكثر من منزلنا لأني اعرف ذلك البيت المهجور شبر بشبر فقد خدت فيه الكثير من المعارك مع تجار المخدرات وقطاع الطرق وحتى المتشردين من اجل فرض من له الأحقية بالسيطرة على البيت لدرجة أني عندما اسكر وأكون في قمة نشوتي اخرج وأتبول بجنبات البيت واصرخ شموا رائحة بولي يا أبناء العاهرات اقسم بالله إن وجدت أي كلب داخل المنزل سأقطع رأسه كنت أظن مع نفسي أنني أقلد الأسد عندما يرسم حدود منطقته ببوله لكي لا تقترب منها الضباع ههههه المهم استيقظت في الصباح خبأت حلي الذهب مع بعض الساعات بمنطقة بالبيت المهجور لن يعرفها الجن الأزرق وأخذت جميع الأموال معي قصدت السوق اشتريت كمية كبيرة من الخضر والفواكه ومررت بدكان عمي احمد قلت له أن يعطيني مؤونة شهر من المواد الغذائية سلمته ثمن البضاعة وسلمته مبلغ كبير قلت له عمي احمد هذه أمانة في رقبتك أي شيء تحتاجه أمي سواء بضاعة أو مال أعطيها من هاته الأمانة وان نفدت الأموال أعطيها من عندك وعندما أعود من السفر سنتحاسب .
دخلت المنزل فاستقبلتني أمي وإخوتي بالأحضان وفرح إخوتي بما جلبت لهم من لباس وطعام وجلسنا نتحدث سألت إخوتي إن كان ينقصهم شيء فأجابوا أنهم لا ينقصهم شيء رأيت الفرحة في أعينهم وتساءلت مع نفسي كيف يعقل أن يفرحوا من اجل أشياء بسيطة في الأصل يجب أن تكون متوفر لهم وفي هذه لحظة ضربتني أمي ضربة خفيفة على صدري وقالت ما هذا التبذير يا ولدي عليك أن تجمع بعض المال ولا تصرفه كله فقلت لها لا تقلقي يا أمي الخير موجود وأخرجت من جيبي مبلغ مهم وأعطيته لها وقلت اسمعي أمي عندي عمل مع بعض الأشخاص وسأتنقل في الكثير من المناطق (وهران . باتنة .تيزي وزو. عنابة وسطيف ) ولا اعرف الوقت الذي سأعود فيه المهم لقد تركت لكي أمانة عند عمي احمد إذا إحتجتي لأي شيء اطلبوا منه فقط ضمتني أمي على صدرها وهي تحمد الله وتبتسم وتقول لقد أفرحتني يا بني بهذا الخبر أخيرا وجدت عمل عليك أن تكون صبورا وتعامل بلطف مع مشغليك واسمع كلامهم لكي لا يطردوك من العمل فأنت الان رجل البيت فقلت لها لا عليك يا أمي سأقوم بكل ما تطلبين به المهم هو أن تكوني سعيدة.
وفي صباح اليوم التالي إستحميت ولبست أفخم الملابس عندي ووضعت العطر وودعت أمي وإخوتي وخرجت مررت على عمي احمد صاحب الدكان ودعته .نفخت صدري وتمشيت مثل الطاووس وأنا أقول مع نفسي إذا أراد أبناء العاهرة أن يقبضوا علي الان فمرحبا بهم أخذت سيارة أجرة إلى وسط المدينة وجلست في أفخم المقاهي هناك طلبت قهوة مع جريدة جلست احتسي القهوة وأنا أتصفح الجريدة وقعت عيني على خبر سرقة زوجة مسؤول كبير ولكن تفاصيل الحادث كلها تخالف حقيقة ما وقع, فالتفاصيل المكتوبة تقول أن شخصين على دراجة نارية سرقا زوجة مسؤول كبير عندما تعطلت سيارتها بإحدى الشوارع وقد تعرفت زوجة المسؤول على مجرم واحد أما الثاني الذي كان ينتظر فوق الدراجة النارية لم ترى وجهه وهنا ابتسمت استدعيت النادل أعطيته حساب المشروب وتركت له الباقي وقلت له من فضلك طلب بسيط ساعة وسوف أعود أريد منك ألا تجعل أي شخص يجلس في هذا المكان ذهبت عند احد تجار المخدرات وأنا كنت من بين الناس القلائل الذين يعرفون انه إلى جانب بيعه للمخدرات ( فهو واشي (شكام) ومخبر شرطة وان المخدرات التي يبيع هي لمسؤول كبير في الدولة) بمجرد أن شاهدني فرح كثيرا عانقني عناق الغدر وقال ما هذا أهي شجاعة أم حماقة الجميع يبحث عنك وأنت في كامل أناقتك وتتسكع وسط المدينة فعلا أنت مجنون فقلت له كيف عرفت أنهم يبحثون عني فقال لقد سمعت من احد معارفي أن الشرطة تبحث عن مجرم الذي سرق زوجة فلان ومواصفات ذلك المجرم كلها تنطبق عليك بما فيها (ووضع أصبعه على جبهتهِ) في إشارة إلى الندبة على جبهتي فمسكته بقوة من عنقه وقلت له اسمع يا ابن العاهرة اعرف انك واشي ومخبر رخيص لذلك سنعقد صفقة سأجعلك تخبر الشرطة بمكاني وفي المقابل على ماذا سأحصل أنا منك فبدأ يضحك وقال وهو يمزح سأعطيك كمية من المخدرات تكفيك لشهر فسحبت يده بقوة وصافحته وقلت له اتفقنا موعدنا عندما اخرج من عند الشرطة استغرب أني أتكلم معه بجدية وقلت له الأن أعطيني 5 حبات من حبوب الهلوسة وقطعة من الحشيش من حقي الذي عندك ففتح فمه في استغراب وهو يعطيني ما طلبت وقلت له اسمعني جيدا يا ابن العاهرة تعرف المقهى الفلاني قال اعرفه قلت له بعد ساعة سأكون هناك اخبر أسيادك ألا يتأخروا علي وبينما أنا أغادر سمعت تاجر المخدرات يقول ويتمتم يا ابن العاهرة إن دخلت عند الشرطة لن تخرج فأنت لا تعرف فلان يقصد زوج تلك العاهرة لم أريد أن أجيبه ذهبت إلى إحدى الحدائق استهلكت المخدرات كلها لأستعملها كالبنج ضد الويل الذي سأشاهده من أبناء الكلاب.
رجعت إلى المقهى جلست وأنا ابتسم لوحدي جاء عندي النادل قال هل اجلب لك أي شيء سيدي قلت له لا شكرا أراد الذهاب قلت له انتظر أخرجت كل النقود التي كانت معي وأعطيتها له لم تكن كثيرة ولكن ربما كانت تساوي أجرته الأسبوعية وقلت له اصبر نزعت ساعة يدي وكانت غالية كنت سرقتها من احد التجار وقلت له خدها وبيعها واشتري بأموالها ما تشاء لأسرتك استغرب وقال أشكرك يا سيدي ولكن لماذا كل هذا فابتسمت وقلت أنت تعرف الإنسان عندما يعرف انه اقترب من الموت يصبح رجل صالح ويبدأ يزكي ويفعل الخير فابتسم النادل وقلت اسمع يا أخي هذه الأشياء إن لم تأخذها أنت سيأخذها أبناء الكلاب لدى أنت أحوج منهم ( الشرطة في ذلك الوقت عندما تقبض على أي شخص يأخذون كل ما في حوزته ويقسمونه فيما بينهم) لم تمر إلا ربع ساعة حتى وقفت سيارة الشرطة أمام المقهى نزل منها شرطين وتوجها نحوي وضع احدهم يده على كتفي وقال انهض يا كلب لتذهب معنا……….يتبع