…..كانت الساعة تشير بالضبط إلى الرابعة صباحا والطقس بارد جدا أخذت أدخن سيجارة تلو سيجارة وطبعا كانت سيجارة من نوع المحشو بالحشيش ففي ذلك التاريخ كانت تجارة المخدرات مزدهرة جدا والغريب في أمر انك لا تجد الكثير من المواد الغذائية في السوق ولكن الحشيش موجود بكثرة ربما الدولة وفرت لنا الحشيش لننسى عدم وجود تلك المواد الغذائية وأكثر من ذلك لننسى أننا موجدون أصلا.المهم الوقت يمضي ببطء والنوم يطارد جفناي ولكن نار الحقد والغضب ومفعول الحشيش والحبوب المهلوسة يعطيك حافز كبير لتبحث عن الدم وتقاوم كل شيء (البرد + الجوع + الخوف) وبعد طول انتظار وهذا السكون القاتل سمعت صوت قادم من بعيد عرفت انه لخضر وكلما اقترب اتضحت الصورة جيدا وعلى بعد أمتار قليل وهو يتهادى في الطريق ويغني أغنيته المفضلة Adieu la France Bonjour l’Algerie فقلت مع نفسي اليوم سوف تودع فرنسا والجزائر بل الدنيا كلها .
اختبأت وراء احد الجدران وبالضبط في المنطقة الأكثر ظلمة في زقاق وضعت اللثام على وجهي وفي هاته اللحظة بالضبط لا أخفيكم بدأت اسمع صوت تنفسي و دقات قلبي تتسارع وأصبحت أتصبب عرقا وجسمي كله يرتعش و صوت نباح الكلاب البعيد يوحي لك أن دنيا كلها استيقظت وفي لحظة أغمضت عيني ودخلت في نقاش بيني وبين نفسي طرف يقول ألغي العملية وارجع إلى حال سبيلك والطرف الأخر يقول أبعد كل هذا الجهد والتخطيط ستتخلى عن كل شيء فعلا انك جبان ولا يعول عليك تذكر عندما اسقط والدتك ووضع رجله فوق وجهها الطاهر وفي هذه اللحظة جاءت صرخة من بعيد لتفض هذا النزاع وتقول انهي الأمر بكل بساطة فتحت عيني وجدت لخضر أمامي على بعد خطوات وهو في حالة سكر طافح اقتربت منه وأنا امشي على رأس أصابع قدمي تقدمت نحوه وفي رمشة عين أربع ضربات متتالية في ظهر فإذا به يسقط على وجهه وهو يتأوه فلم اكتفي بهذا القدر بل بدأت اطعنه في ظهره لم اعرف عدد الطعنات ربما هي اقل بكثير من الطعنات النفسية التي وجه هو لنا. قمت بتفتيش جيوبه لم اعثر إلا على القليل من النقود وعلبة سجائر تلفت يمنة ويسرة لم ألمح احد انسحبت من مكان وأنا اشعر كأني قتلت الشيطان ولكن في الواقع لم ادري أني أنا الذي وقع عقد احتكار مع الشيطان في ذلك اليوم.
عدت إلى المنزل عند والدتي وأنا جد مرتاح قلت لأمي أنها سوف ترتاح ابتداء من اليوم وان المشاكل سوف تبتعد عنا وان لا تفكر في شيء إلا في راحتها وسعادتها أمي لم تفهم ما اقصد لكنها ردت علي وقالت إنشاء الله يا ولدي الحبيب .
في صبيحة اليوم التالي أفقت من النوم متأخر كعادتي على صراخ وعويل نساء الحي والجيران الكل يبكي إخوتي أمي وأنا أقول مع نفسي على ماذا يبكون هؤلاء الحمقى المهم تقدم نحوي احد الرجال المحترمين من الجيران اسمه الحاج حفيظ وضمني إلى صدره وقال لي لقد مات والدك يا بني لقد أصبحت الان رجل الأسرة فكن رجل بمعنى الكلمة فرسمت على وجهي علامة الحزن والدهشة والحيرة وأنا اسأله بكل جزع وخوف قل يا عمي حفيظ ماذا حدث فأجابني لا يهم يا ولدي ما حدث المهم الان هو أن تهتم بإخوتك وأمك .مراسم الجنازة وكل شيء مر بسرعة و قضية أبي عند الشرطة أقفلت بجريمة منسوبة لمجهول فأبي ليس شخص مهم لتتعب الشرطة نفسها للبحث عن قاتله انتهى كل شيء.
مند تلك الليلة المشؤومة تغيرت 180 درجة لم اعد اعرف شيء اسمه الرحمة أو الشفقة فقط كنت إنسان ضعيف أمام أمي فقط أما بقية البشر فأنا على استعداد أن اقتل الجميع دون أن أحس بتأنيب الضمير وهكذا دخلت عالم الإجرام من أوسع أبوابه فقد أصبحت ادخل في معارك مع اللصوص تجار المخدرات قطاع الطرق. بطشي والعنف الذي أمارسه على الآخرين جعل مني نسبيا شخص مشهورا في منطقتي والمناطق المجاورة كل هذا وعمري لم يتجاوز 19 سنة وككل الشباب كنت احتاج للمال الكثير من اجل الملابس الفاخرة وشراء الدراجة النارية وبالطبع كان لا بد أن انفق على أسرتي.
….بدأت أقوم بعمليات صغيرة للسرقة سواء عن طريق العنف أو خفة اليد فتخصصت في الأماكن العامة حيث يكون الازدحام والاكتظاظ استعمل خفة اليد و في مناطق الخالية كالعمارات المهجورة أو الشاطئ عندما أجد شخص مع خليلته أو مجموعة من السكارى استعمل العنف وفي إحدى المرات أوقعني حظي العثر في سيارة كانت واقفة بالقرب من الشاطئ وجدت فيها شخص يمارس الرذيلة مع امرأة تكبره بالسن ففرحت لأن مثل هاته العمليات تكون الغنيمة كبيرة وبدون خسائر لأن الضحايا يخفون أن تفتضح أعمالهم فهددتهم بواسطة سكين كبير أن يعطوني كل ما يملكون الشاب اخرج من جيبه القليل من النقود وأعطاني ساعة يده أما المرأة الشمطاء فقالت لي لقد جلبت على نفسك المشاكل ألا تعرف من أكون أنا فأجبتها اعرف من تكونين أنت عاهرة رخيصة فردت علي وهي تصرخ أمك هي العاهرة وهنا لم اشعر حتى لكمتها فأغمية عليها وفي هذه اللحظة سرقت كل ما كان بحوزتها المال وحلي الذهب وبينما أنا أحاول أن اهرب من المكان رأيت الشاب الذي كان مع المرأة يتبعني فوقفت لأعنفه ولكن قال لي انتظر أنا فقط أريد أن أخبرك أن المرأة التي سرقتها هي زوجة فلان وقلت له من يكون فلان قال انه من أشهر رجال الدولة في العاصمة فرفعت عيني في السماء وقلت حتى فرحت بهذه الغنيمة الكبيرة وصرخة أَاااه لا نفرح في الحلال ولا في الحرام ثم قال لي الشاب حاول أن تختبئ في مكان بعيد اقسم بالله سيبحثون عنك تحت الأرض فالجميع سيبحث عن من سرق زوجة أشهر رجال الدولة في العاصمة ……….. يتبع