رافع أعضاء “مؤسسة القصبة” يوم الأربعاء بالعاصمة من أجل التعجيل بترحيل سكان القصبة في أقرب وقت ممكن و ذلك بسبب الحالة المزرية للمباني سواء الدويرات أو العمارات الكولونيالية تفاديا لانهيارات محتملة لاحقة.
و دعا أعضاء “مؤسسة القصبة” في حديثهم مع ممثلي الصحافة الوطنية عن تبعات انهيار العمارة بشارع تامقليت بالقصبة السفلى، السلطات العمومية إلى “التعجيل في إعادة إسكان و ترحيل سكان المباني القديمة سواء الدويرات أو العمارات ذات الطابع الكولونيالي تجنبا لانهيارات أخرى”، واعتبروا الوضع الحالي “غير مطمئن”.
وقال علي مبتوش رئيس المؤسسة، أن الانهيار الذي أودى بحياة 5 أفراد من عائلة واحدة منذ يومين هو نتيجة “سوء تقدير الوضع الذي آل إليه القطاع المحفوظ”.واردف أن “كل السياسات المطبقة لترميم و حماية القصبة أثبت اليوم فشلها”.
و ألقى المتحدث “مسؤولية” الانهيار و تبعاته المأساوية على عاتق “المسؤولين على الإدارة سواء في قطاع الثقافة أو الولاية”. وانتقد في السياق ذاته “الطريقة السطحية” في التعامل مع البنايات و “الاكتفاء بالتزيين بدل الترميم الفعلي” و “التركيز على إعادة واجهات مباني الشوارع الكبرى في إطار المخطط الاستراتيجي للتهيئة العمراني لولاية الجزائر”.
وذكر في ذات الشأن بالسياسيات المتعاقبة على القصبة منذ 1998 والتي “تماطلت” حسبه في ترحيل العائلات إلى سكنات لائقة، ناهيك عن “عدم تزويد المدينة القديمة بشرطة عمرانية تراقب السكان و تمنع أي محاولة لاقتحام المنازل الشاغرة آنذاك”.
وأكد من جهته عضو بالمؤسسة بوغرارة اسماعيل وهو خبير قانوني، أنه “كان على الولاية أن تتعامل بصرامة أكبر مع السكان الذين رفضوا إخلاء العمارة، خاصة بعد أن أثبت الخبرة التقنية هشاشة الموقع”.
بدوره يرى رضا عمراني، نائب الرئيس، أن سكان القصبة اليوم يعيشون “على فوهة بركان”، و أن “انهيارات لاحقة تهدد القاطنين في العمارات او المنازل في أي لحظة”، كاشفا عن وجود “400 عمارة كولونيالية في محيط القصبة السفلى لا تصلح للإقامة بها”.
و خلال معاينة ميدانية، لاحظت واج استعمال نوعية الخشب الأبيض سواء في الأبواب أو الدعامات التي قد “لا تقاوم مزيدا من العوامل الطبيعية”، حسب المتحدث.
و رافع السيد عمراني من أجل “شفافية” في تسيير الأموال الموجهة للترميم و المحافظة على القطاع المحفوظ، قائلا أن المواطن “يدفع في فواتيره ضريبة السكن مقابل خدمة عمومية ضعيفة”.
و نبه المتحدث إلى الوضع البيئي “المتردي” في القصبة، بالقول إن رغم جهود أعوان مؤسسة النظافة نات.كوم “الذين يرفعون يوميا 90 % من النفايات المنزلية “، مؤكدا أن مفارغ النفايات تحولت إلى مرتع لانتشار الحشرات و الجرذان.
و ما تزال عديد العمارات بشارع تامقليت تقطنها عائلات كما هو حال العمارة 12 و 13 حيث يسكن حركات فاتح، الذي حمل بلدية القصبة “التلاعب بقوائم المرحلين في سنوات سابقة” مشيرا إلى أنها عمارات شهدت تعديلات وتوسعات داخلية وعلى الأسطح ما “يضاعف” خطر انهيارها.
و أوعز معطوب محمد بصفته أقدم عضو في مؤسسة القصبة، أسباب تراجع الحالة العمرانية للقصبة ومحيطها إلى “اختفاء” مهنة مسير العمارة و تحويل السكنات الأرضية إلى محلات تجارية و ورشات و إحداث تغييرات داخلية عليها دونما وجود مراقبة صارمة في هذا الشأن