تمكن مواطنون مساء الجمعة، من العثور على جثة الشاب خير الدين بهلول، البالغ من العمر 25 سنة، الذي اختفى عن الأنظار منتصف شهر أوت الماضي، من مقر منزل عائلته ببلدية لخزارة بقالمة، ملقاة بين الأشجار في جبل بوقرنية بمشتة السويق ببلدية حمام النبائل.
حيث سارعوا إلى إخطار الفرقة الإقليمة للدرك الوطني وعناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية الذين تنقلوا إلى عين المكان وقاموا بنقل جثة الشاب إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحكيم عقبي بقالمة، حيث تم التعرف على هويته، في انتظار عرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب وملابسات الوفاة الغامضة، و حسب مصادر إعلامية فإن الأسباب تعود إلى الجوع والبرد، حيث نزلت درجات الحرارة في الشهر الأخير، إلى ما دون الصفر في الليل.
وكانت والدة الشاب خير الدين قد بكت بحرقة على مدار أربعة أشهر كاملة منذ اختفاء ابنها الذي كان يعاني من مرض نفسي، منذ سنتين، وظلّ يتناول على إثرها الدواء بانتظام، قبل أن ينقطع عن ذلك أياما فقط قبل اختفائه الغامض، وهو ما جعله يحس بالإحباط الذي قد يكون سببا في مغادرته المنزل منتصف شهر أوت دون رجعة قبل أن يحل الشتاء ببرده، أو بسبب عجزه عن العودة بعد أن ظلّ تائها وضيّع معالم الرجوع إلى البيت بسبب مرضه ووهنه من الجوع.
و كانت والدة خير الدين، كانت قد وجهت العديد من نداءات الاستغاثة إلى المحسنين والجهات الأمنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ناشدتهم مساعدتها في البحث عن ابنها، لكن شاءت الأقدار أن يختفي خير الدين ولا يرجع إلى والدته إلاّ ملفوفا في كفن، بعد أن فارق الحياة في ظروف جغرافية وعرة في الجبال والغابات ومناخية معقدة بسبب البرد القارس، في انتظار ما ستسفر عنه تحريات وتحقيقات الجهات الأمنية والتقارير الطبية. فيما تبقى الأم المفجوعة في حاجة إلى تكفل نفسي بسبب صدمتها في مصابها، خاصة أنها تعاني الفقر والبؤس.