اختار آلاف المواطنين السلمية، كخيار شعبية لرفض ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة، و المطالبة بالتغيير وبإصلاحات سياسية عميقة، و ذلك بعد الخروج في مسيرات شعبية سلمية، يوم أمس الجمعة بالجزائر العاصمة وبالعديد من ولايات الوطن.
وقد تميزت هذه المسيرات بتواجد مكثف للعنصر النسوي, تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس, حيث فضل بعضهن ارتداء اللباس التقليدي وسط حضور مميز لعائلات مع اطفالهم, مما أضفى أجواء حضارية على هذه المسيرات الشعبية.
ومثلما كان عليه الشأن في الجمعة المنصرمة, سلك المتظاهرون العديد من شوارع العاصمة وساحاتها, على غرار ساحة أول ماي, شارع حسيبة بن بوعلي, نهج باستور, مرورا بالنفق الجامعي وساحة موريس أودان.
كما جابت المسيرات نهج محمد الخامس, ديدوش مراد, ساحة أول ماي و شارع العقيد عميروش, وصولا الى ساحة البريد المركزي التي احتشد بها جمع غفير من المتظاهرين.
وقد رفع المتظاهرون الذين توشح العديد منهم بالأعلام الوطنية, لافتات تؤكد مجددا على الطابع السلمي للمسيرات وتعبر عن رفضها لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة, مرددين شعارات منها “جيش شعب خاوة خاوة”, “الجزائر حرة ديمقراطية”, “الجزائر واقفة” و “لا للفساد والرشوة”.
للإشارة, فقد بدأ المتظاهرون في التوافد منذ صبيحة يوم الجمعة بوسط العاصمة وسط تعزيزات أمنية مكثفة قبل أن تنطلق المسيرات بعد الظهر لتجوب مختلف الشوارع المذكورة.
و قد اضطرت قوات الأمن في بعض الأحيان الى استعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين لتفادي وقوع أي تجاوزات تمس بسليمة المسيرات وبالأمن العمومي.
كما شهدت مسيرات هذه الجمعة مشاركة شخصيات سياسية ووطنية الى جانب وجوه من الوسط الثقافي والفني.
من جانبها, شهدت العديد من ولايات الوطن مسيرات سلمية مماثلة.
فبشرق البلاد, سار المواطنون بطريقة سلمية تطالب بالتغيير وتبدي رأيها في الانتخابات الرئاسية المقبلة, لاسيما بباتنة, قسنطينة, تبسة, قالمة, سكيكدة وسطيف وصولا الى أقصى الشرق بالطارف.
نفس الاجواء عاشتها مدن غرب البلاد, حيث رفع المتظاهرون بولاية هران شعارات تدعو إلى الإصلاح السياسي وتؤكد على سلمية وحضارية المسيرات, مثلما كان عليه الشأن بولايات تلمسان, مستغانم, سعيدة, سيدي بلعباس وعين تموشنت دون تسجيل تجاوزات تذكر.
أما بجنوب البلاد فقد عبر آلاف المتظاهرين بورقلة, غرداية, الوادي, الاغواط وأدرار عن رفضهم لأي تدخل أجنبي في شؤون البلاد والتصدي لأي محاولة ترمي الى احتواء هذا الحراك الشعبي.
نفس الأجواء شهدتها ولايات وسط البلاد, على غرار البليدة, بومرداس, البويرة, تيبازة وتيزي وزو, حيث اختتمت المسيرات بسلوك حضاري للمواطنين من خلال تطوعهم لتنظيف الأماكن التي تظاهروا فيها.