شهد يوم أمس الأحد في منتصف الليل، اختتام الحملة الانتخابية لمحليات ال23 نوفمبر 2017 لاختيار أعضاء المجالس الشعبية البلدية الـ1.541 والمجالس الشعبية الولائية الـ48 وذلك بعد 22 يوما من نشاط رؤساء الاحزاب و المترشحين عبر كافة التراب الوطني.
و قد تميزت الحملة بنشاطات وتجمعات عديدة لقادة ومسؤولي مختلف الاحزاب السياسية والقوائم الحرة المتنافسة على المجالس المحلية حيث طغت عليها اللقاءات الجوارية بحكم طبيعة هذه الاستحقاقات التي تتطلب الاحتكاك أكثر بالمواطن والاستماع الى انشغالاته.
و إضافة الى شرح مضامين برامجهم السياسية والانتخابية والدعوة إلى الحفاظ على استقرار وأمن البلاد لكسب واستمالة أكبر عدد من الأصوات، منح منشطو الحملة الانتخابية مسألة توسيع صلاحيات المنتخب المحلي وتكريس لامركزية القرار في تسيير الجماعات المحلية حصة الاسد في جل خرجاتهم الميدانية.
أما خلال عطلة نهاية الاسبوع التي تصادف بلوغ الحملة الانتخابية محطتها الاخيرة فقد كان لمختلف الاحزاب السياسية نشاط جد مكثف مع تركيز التشكيلات السياسية هذه المرة خلال أغلب التجمعات و النشاطات الجوارية، على أهمية هذا الاستحقاق مع الدعوة الى تزكية مترشحيها وضرورة ذهاب المواطنين بكثافة لأداء واجبهم الانتخابي لاحداث التغيير المنشود.
وبخصوص الخطاب الذي تبناه قادة ومسؤولي الاحزاب والمترشحين خلال هذه الحملة، اعتبر رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، بعد انقضاء الأسبوع الثاني من عمر الحملة الانتخابية أنه الخطاب الممارس فيها كان مقبولا و أنه بالنظر الى مئات التجمعات واللقاءات التي تم تنشيطها فإن عدد الاخطارات (109) و التدخلات (220) التي تم تسجيلها خلال أسبوعين من الحملة تعد”قليلة”.
و تجدر الاشارة أيضا في هذا الاطار الى أن العديد من الاحزاب السياسية فضلت اضافة الى النشاطات الكلاسيكية التي تقتضيها الحملة الانتخابية، الترويج لبرامجها الانتخابية والتعريف بمرشحيها لمحليات الخميس القادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ضمان تواصل أسرع مع المواطنين حيث جرت العادة أن تعرف انتخابات المجالس الشعبية البلدية و الولائية مشاركة أكبر بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية.
و تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي و بصفة خاصة فايسبوك و يوتوب من وسائل الاتصال المهمة التي تستعملها التشكيلات السياسية في العالم خاصة اثناء الحملات المتعلقة بالمواعيد الانتخابية المختلفة و ان كانت التجربة جديدة في الساحة السياسية الوطنية الا أن العديد من الأحزاب أنشأت صفحات فايسبوك خاصة بها، الى جانب المواقع الالكترونية الرسمية و كذا انشاء حساب تويتر لرؤساء الأحزاب و قنوات تلفزيونية واذاعية على يوتوب.
وكان أول مكتب متنقل لفائدة البدو الرحل الذين سيشرعون في الإقتراع غد الإثنين لاختيار ممثليهم الجدد في المجالس المحلية المنتخبة قد إنطلق أمس السبت بالجنوب الكبير.
و يخوض غمار المنافسة بالنسبة لانتخابات المجالس الشعبية البلدية 165.000 مترشح يمثلون نحو 50 حزبا سياسيا و أربعة تحالفات، فضلا عن مجموعات الأحرار و هو ما يمثل 10.196 قائمة.
وستسمح هذه الاستحقاقات المحلية، التي تأتي عقب الانتخابات التشريعية المنظمة في 4 مايو الفارط, باستكمال مسار التمثيل الديمقراطي بالمؤسسات المنتخبة في إطار الأحكام المتضمنة في الدستور المعدل سنة 2016، المكرسة لضمانات أكبر لتحقيق شفافية و نزاهة الانتخابات، فضلا عن إنشاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.
كما تأتي هذه الانتخابات أيضا في الوقت الذي يتم فيه الإعداد لمشروع قانون حول الجماعات الإقليمية، سيجمع بين قانون البلدية و قانون الولاية في نص قانوني واحد بهدف تحقيق لامركزية أكبر و تحرير المبادرات المحلية و إسناد صلاحيات أكبر للمنتخب.
و من نفس المنظور، يتم أيضا الإعداد لمشروع قانون حول جباية الجماعات المحلية لتحقيق لامركزية جبائية و تزويد هذه الجماعات بإمكانيات أكثر لاسيما في هذا الظرف الذي يتميز بتراجع الموارد المالية المتوفرة.