يكتسي الاحتفال بالذكرى ال18 لاغتيال الوناس معطوب، بالتزامن مع 25 يونيو طابعا خاصا هذا العام. في الواقع، فان تطورات جديدة ظهرت في هذه القضية التي شغلت كل القبائل لمدة 18 سنوات طويلة،مستجدات يمكن أن تغني الرأي العام في المستقبل القريب. و بعد أن تسببت جريمة القتل هذه في زلزال في جميع أنحاء القبائل استمر لثلاثة أسابيع بعد ذلك التاريخ المشؤوم 25 يونيو 1998، ان الاوان لتقديم توضيحات حول تداعياتها.
يتعلق الأمر ببيان صدر مؤخرا عن أرملة المغني الذي اغتيل ، نادية معطوب وأعلنت في البيان أنها سوف تتقدم برفع دعوى قضائية ضد الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال (GSPC)، أمام محكمة الجزائر تتهمه فيها بكونه وراء اغتيال الوناس معطوب في عام 1998. و في تحول اخر للقضية، يتعلق الأمر بالمصالحة بين مليكة معطوب شقيقة المتمرد الذي قتل، مع نور الدين آيت حمودة، الزعيم السابق وعضو مؤسس في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. المصالحة حدثت مؤخرا بين الطرفين، بعد 18 عاما من القطيعة والاتهامات المتبادلة طوال هذه الفترة..
وفي الواقع فانه من الغريب أن تحدث هذه التطورات المرتبطة بقضية اغتيال الوناس معطوب في نفس الفترة وبالتوازي مع هذه الظرفية المتسمة بالصراع و الانقسام في رأس هرم السلطة.الشيء الذي يجعل هذه القضية، قضية معطوب محط استغلال بين فصائل السلطة المختلفة، لاعداد الأرضية لتموقعات مرتقبة في المستقبل.
وأعربت مليكة معطوب عن اندهاشها حول الدوافع التي تكمن وراء تصريحات نادية معطوب . اذ تساءلت لماذا انتظرت أرملة أخيها 18 سنة قبل أن تقرر اتخاذ اجراء ضد شخص تمت تبرئته من خلال ميثاق السلم و المصالحة الوطنية. بالاضافة الى اعتبارها أن القضية قد عفا عليها الزمن ، تساءلت لماذا ستقدم الدعوة في الجزائر العاصمة، بينما اغتيل لوناس معطوب في بني دوالة. كل هذه التناقضات تؤكد الطبيعة السياسية لقضية اغتيال الوناس. وبالتالي فانه من الضروري رفع دعوة جديدة لكشف الحقيقة الحقيقة كاملةحول اغتيال المتمرد.
أيضا، ودائما في نفس البيان، مليكة معطوب تتهم مباشرة أرملة أخيها أنها تعمل لصالح حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان دائما يحول دون إثبات الحقيقة. وعندما سئلت مؤخرا من طرف الصحفيين حول المصالحة التي قامت بها مؤخرا مع نور الدين آيت حمودة، أكدت مليكة معطوب على أن أي شخص يمكن أن يساعد على اظهار الحقيقة في قضية اغتيال الوناس، يعتبر موضع ترحيب. هذه المصالحة، وفقا لشقيقة المتمرد، كانت قد سببت اضطرابا في صفوف التجمع الدستوري الديمقراطي
وعلاوة على ذلك، فإن هذه التقلبات الجديدة في قضية معطوب الوناس، تحدث بالتوازي مع غليان على مستوى رأس السلطة وبالتالي فان ميل الكفة بخصوص هذه القضية الى أحد الجانبين سوف يحسم مسألة الخلافة.