عصرت رقبة العجوز بقبضتي بكل شدة ومع تدفق الأدرينالين في جسدي وكرهي للأثرياء والعجائز زدت من قوة عصري لرقبة العجوز حتى سمعت صوت تكسر عظمة عنقه في يدي فشهق شهقة الموت ثم سقطت رأسه على صدره وفارقت روحه جسده العفن أزحته عن طريقي وبدأت في البحث عن الخزنة ولم أجد لها أثر كأن هذا العجوز سخر مني في حياته وها هو يسخر مني في مماته هدأت من روعي وأخذت نفسا عميقا وبدأت أشغل دماغي وسط قبر هذا العجوز المنحوس وهو عبارة عن غرفة نوم فيها سرير فاخر وثلاجة قربه وتلفاز كبير الحجم ثم دولاب فيه ملابس وأغراض هذا العجوز أسرعت إلى هذا الأخير وأنا أفتش فيه بجنون وبسرعة رهيبة عن موضع المال والمجوهرات بلا فائدة فعلا بحث وراء اللوحة لعل الخزنة تكون هناك كما أرى في الأفلام الأجنبية ولا شيء خلفها سوى الحائط الصلب بدأت أتصبب عرقا وجف حلقي من شدة التوتر والجهد الذي بدلته فنظرت إلى الثلاجة بلهفة ذهبت لأفتحها إستعصت معي لاتريد أن تنفتح هذه الثلاجة الغريبة…
ليس لها باب عادي كباقي الثلاجات والأغرب من هذا أنها ليست متصلة بأي مولد كهربائي فأصابتني الحيرة لكنني لم أستسلم سأفتحها وأرى ما فيها من خمر وطعام أخرجت عدتي التي كنت سأفتح بها الخزنة وإشتغلت بها لفتح الثلاجة بدأت أحاول مع الثلاجة وقد أخذت مني وقتا كثيرا فقد إستعصت باستخدام الأساليب القديمة وهذه تحتاج إلى عقل مجرم محترف وليس إلى رجل قهره الجوع والعطش وبعد نصف ساعة فتحت ثلاجة العجوز وأخيرا سأكل من طعامه وأشرب من شرابه كما كان يفعل ملوك الرومان على جثت أعدائهم فتحت الثلاجة بضجر ومدت يدي لأخد قنينة ماء أو خمر المهم أي سائل يروي عطشي ويبلل ريقي ولكن إصطدمت يدي بأوراق أجل بأوراق نقدية من عملة الجزائر ومن عملات أوروبية أخرى يا فرحتي ويا بهجتي أول مرة عنادي لم يؤدي بي إلى السجن بل فتح لي أبواب الكنز والمال فتحت حقيبتي المعدة لهذا الأمر وبدأت بإدخال المال في الحقيبة حتى إمتلأت ومازال الخير في الثلاجة نظرت من حولي أبحث عن أي شيء أجمع فيه المال المتبقي ولم أجد غير وسادة أفرغتها من الداخل وأدخلت فيها الأوراق حتى إمتلأت ونفذت الأوراق ولم يتبقى سوى صندوق المجوهرات أخذت الصندوق تحت إبطي ووضعت الحقيبة خلف ظهري وأمسكت بالوسادة جيدا وأنا أبتسم من سخرية القدر فبالأمس القريب كنا نتقاتل على دينار واحد ويضحي أحدنا بالأخر لأجله واليوم أحمل بين يدي ثروة كبيرة…
عدت من حيث أتيت نزلت من السور وإلتفت يمينا و يسارا لم أجد أحد فهذه المنطقة قليلة الحركة وقليلة الضجيج فالزحمة والضجيج والصداع لن نحن أبناء الجزائر الشعبية لا أبناء الجزائر الفرنسية وركبت السيارة وكانت العلامة المتفق عليها مع حورية عندما أنتهي من العملية هي إطلاق بوق السيارة ثلاث مرات “بيب بيب بيب” ثم تأتي بعدها حورية بعدما تنتهي من مهمتها هي كذلك وبعض لحظات أتت وهي تضحك من الفرح فنهرتها قائلا إصعدي بسرعة تضحكين كأننا في نزهة يوم الجمعة صعدت السيارة وهي تقول ضاحكة هذه الغبية لقد بعتها السلعة بأكملها شغلت محرك السيارة وإنطلقت على الفور في الإتجاه المعاكس للفيلا وأنا أسأل هذه المجرمة الغبية ألم تشك فيك أو تلاحظ شيئا ما إستمرت في ضحكتها وهي تقول هذه المرافقة المعتوهة بل بالعكس فلقد إشتريت مني السلعة بأكملها وأصرت على أن أتغذى معها اليوم ضحكت رغما عني وقلت لها فعلا بنت كرم ولم لم تلبي رغبتها أجابتني بجدية لن أستطيع فلقد كنت أحس بدوار وتعب منذ ليلة البارحة والرغبة في التقيؤ ما هذا التقزز تريد أن تتقيأ في عملية مهمة كهذه ولكن هذه الأعراض لم تطمئني أبدا يجب أن أذهب بها إلى الطبيب قبل أن تموت بين يدي من فرط شرب الخمر وشم الكوكايين اللعينة وأنا الذي إعتدت على وجودها في حياتي فبالرغم من عيوبها إلا أنها الشخص الوحيد الذي أحبني بصدق ولشخصي لا لغرض أخر بعد أمي…
كان المبلغ كبير جدا وكانت أحلامي تكبر معه جدا وككل زعيم جديد وشيكور محترم يجب علي أن أعتني بعشيرتي أولا وأكسب حبهم وثقتهم وأرواحهم فبدأت أوزع هذه الثروة أو ما تبقى منها على عشيرتي المقربة فتراني أشتري شاحنة من الخرفان أيام العيد وأوزعها على أسر الحي وكل مريض أو طالب علم أقف بجانبه وفي كل المناسبات كنت أحضر سواء أكانت مناسبة سعيدة أو حزينة حتى أصبحت للأسر سندا ولليتيم أبا وللفقير ملجأ وهكذا كونت جدارا حصينا من الدروع البشرية التي يمكن أن تقلب العاصمة رأسا على عقب من أجل سلامتي وكنت قد إخترت من العشيرة ثلة من الشباب الأبطال جعلت منهم نواة عصابتي الجديدة واستخدمت بعضهم في حانتي الخاصة لتي إشتريتها لتكون أول مشروع لي في الجزائر وأنا إبن الثالثة والعشرين في أول الأمر كانت تجارتي تعتمد على المخدرات الحشيش والأقراص المهلوسة ولم تكن مربحة على أية حال فالمال يوشك على النفاذ ورجالي يلقى بهم في السجون لأخطاء تافهة فأنا كنت شاب مبتدئ لم تكن لدي علاقات عليا تضمن لي سير تجارتي بشكل سليم وطبيعي ولم أكن ألعب بالشكل الصحيح ولا بالحيل الرابحة وفكرت أكثر من مرة في الرجوع إلى السرقة ولأعوض خسارتي التي لا تنتهي وكانت حورية تزن على أذني دائما لنشتغل في الكوكايين ربحها مضمون وعملها خفيف وسريع إلا أن خوفي على رجالي كان يمنعني من ذلك فمدة سجن الكوكايين ليست كمدة سجن الحشيش… وذات ليلة باردة جاء أحد الزبناء المثقفين إلى الحانة وأكثر من السكر حتى بدأ يسب في البلاد وحالها وأحاط به الرجال لردعه لكنه هاج أكثر فتدخلت محاولا تهدئته وعدم إزعاج الزبناء الأخرين وقلت له سيدي أنت لا تدري ماذا تقول هيا إذهب وغسل وجهك لتستفيق أجابني وهو يدفعني في صدري إذهب يا عبد أنت من يجب أن يفيق وهؤلاء الجبناء هنا حاولت حورية التدخل والكلام معه فإذا به يصفعها ويحمل قنينة خمر ويريد أن يكسرها على رأسها وهو يسبها في شرفها لم أشعر إلا ومسدس العجوز في يدي وأنا أوجهه إلى …يتبع